ووضعت أوزار الذنوب بوقعةٍ ... ما حر بها موضوعةُ الأوزار
مشبوبة الطرفين تردي الجحفل ال ... جرار نحو الجحفل الجرار
شنعاءَ ما حسَّ الفوارس جمرها ... إلاَّ رمت شرراً على الأشرار
هي كالفجار الصعب أو كحنين أو ... كالشعب أَو كبغاث أَو ذي قار
راوحت بين الموكبين لراحةٍ ... لك في سروج الخيل والأكوار
وسريت في غسق الدجنة طاوياً ... بعد المشقة كالخيال الساري
عَجلاً إلى الحرب العوان فحيّها ... ركضاً على قدرٍ من الأقدار
لاقى بنو الهادي وحمزة ضعف ما ... لاقت سليم بجانب الثرثار
أنسيتهم ما سنَّ عمك فيهم ... بالأَمس في عصرٍ بيوم ذمار
عميت قلوبهم ففضت سرابهم ... بعمى قلوبهم عن الأبصار
طلبوا ذمار فرد سعدك ذالها ... دالاً وأي هزيمةٍ ودمار
حفوا بسيدهم فلما أيقنوا ... بالموت طاروا عنهُ كل مطار
صبوا السياط على قوارح خيلهم ... هرباً عن المهرات والأمهار
فكأَنهم شُهب البزاة تبللك ... بالغيث فانقضَّت إلى الأوكار
نكصوا عن الإقبال من ملمومةٍ ... مذ أقبلت نكصت على الأدبار
شمسية عُمرية علوية ... جفنية الإيراد والإصدار
شهباءُ محكمة العفاص كأَنها ... تحت السنور جنة النعار
فنجوا وإبراهيم يأْمر نفسهُ ... بالكر لا بالفر خوف العار
حتى إذا حمي الوطيس وأحصرت ... عنهُ السوابق أيما إحصار
حملتهُ مرَّة روحهِ متحصناً ... في الحصن لا متخفياً في الغار
لم يلق من يلوي عليهِ ولم يجد ... أحداً يقاتل من وراءِ الأحجار
فأَسرتهُ مستبسلا وحفظتهُ ... شرفاً بأَفضل حوطةٍ وجوار
جدُّ يفض شبا الصفا بزجاجه ... قهراً ويقتل نازلاً بجوار