وأخو الصبابة ما عليهِ غضاضة ... في الصبر أن لطمتهُ ذات سوار
أحييتهُ بالعفو ثمَّ لقيتهُ ... ببشاشةٍ وسكينةٍ ووقار
ووهبتهُ دمهُ بجاه محمدٍ ... ورضى عليّ وجعفر الطيار
لو أن غيرك يا مظفر صادهُ ... لكساهُ ثوبي ذلة وصغار
عان طمست قيامهُ ومقامهُ ... وتركته خبراً من الأخبار
أغرتهُ بالنقض الغواة فأُهلكوا ... وثمود كان هلاكهم بغرار
لو شاور المختار في غزواتهِ ... رجعت عليهِ مشورة المختار
يا فرحة البلد الحرام ويا ضيا ... جوّ العراق وفرحة الأمصار
جاءَتهم البشرى فكاد سرورهم ... يقضي على بادٍ هناك وقار
وكان من قص الصحيفة فيهمُ ... بالأسر فض لطيمة العطار
يا يوسف الحسن بن نور الدين يا ... ملك الملوك ومالك الأحرار
يا أفضل الحيين في خيرٍ وفي ... شّرٍ وفي نقضٍ وفي إمرار
عشقتك أبكار العلى فنكحتها ... طفلاً وليس نكاحها بشغار
وإذا بنوك تكنفوك تحيرت ... أبصارها في الشمس والأقمار
صور سرى فيها الكمال فأُودعت ... ما ليس في بشرٍ من الأبشار
فكأَنها خلقت تعالى الله من ... فخرٍ وكل الناس من فخَّار
أخليتم شرقي هذاد وعزة ... من راشدٍ ويمين من عمار
وخلا الرياشي بن راشد خيفةً ... منكم ولم يكُ حاذراً بحذار
وابن المعثور لو يغيث بعوضة ... لحضارةٍ ما بات في عقار
وإذا أردت تلمصاً وطفار لم ... يعجزك ملك تلمصٍ وطفار
ماذا أقول وعبد عبدك يا أبا ال ... منصور سيد يعرب ونذار
ولما أسر الإمام إبراهيم كما ذكرنا أراد الأشراف أن يقيموا بن هاوس بعدهُ إماماً فكرة فقال الحاي في ذلك قصيدة يمدح بها السلطان الملك المظفر