وبينك والمكانة يننا وغير أنا نتأدب بآداب القرآن الكريم قال الله تعالى) وما كنا معذبين حتى نبعثَ رسولاً (فازداد غلظةً وجهلاً ورجع الجواب يقول فيه هذا الرسول وأين العذاب وغير ذلك من الجهل ثم لم يكن بعد ذلك إلا أنه أفسد صاحب الشحر راشد بن شجيعة وحملهٌ على العصيان فمال إليه هرباً من الخراج الذي عليه لصاحب اليمن وكان عليه خراج معلوم يحمله في كل سنة إلى الخزانة المعمورة فكان حتفه في سوء رأيه:
والأمر لله رُب مجتهدٍ ... ما خاب إلا لأنهُ جاهدْ
ومتق والسهام مرسلةُ ... يجيص عن حائص إلى صارد
فخرج الأمر غقيب ذلك إلى والي عدن وهو الأمير شهاب الدين غازي بن المعمار بالتقدم إلى ساحل ظفار بالسواقي والرجال فوصل ظفار ولم تكن حرب طائلة ثم عاد إلى عدن المحروسة. فلما رجع ابن المعامر من ظفار نهض سالم بن إدريس وسولت له نفسهُ الغارة على ساحل عدن ولم يكره ذلك صاحب الشحر. فوصلت غارته في البحر إلى الساحل ساحل عدن وكان السلطان يومئذ في الجند فاستنكر الناس ذلك الأمر من سالم بن أدرس إذ لم يقدم على مثله صاحب الهند ولا الصين ولا ملوك فارس فاستشاط السلطان غيظاً وخرج أمرهُ بعمرة الشواني والمراكب والطراريد وأنواع مطايا البحر وتقدم ركابه العالي إلى ثغر عدن المروس والمقدمين وانفق من الذهب والفضة ما يزيد على عدد الحصى وجهز الأمراء والمقدمين والعساكر المنصورة من الخيل والرجل وملأ البر والبرح خيلاً ورجلاً وأزواداً وسارت العساكر ثلاث فرق فرقة في البحر وهم معظم الرجل فيهم الشيخ فارس بن أبي المعالي الجزائري والشيخ محمد بن محمد بن ناجي والشيخ الهمام بن علي بن غواص المليكي وشمس الدين بن المكبوس والشيخ بدر الدين حسن بن علي المذحجي وهو أكثرهم جيشاً. وكان المقدم على أهل البحر الأمير سيف الدين سنقر الترنجلي نقيب المماليك البحرية. وسارت الفرقة الثانية مع الشيخ بدر الدين عبد الله بن عمرو بن الجنيد وهم العرب وكانوا ثلاثمائة فارس ساروا على طريق حضرموت قهراً على رقاب أهلها وهي مشحونة