للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بقلاع بني الحبوضي وأحلافهم ولم يكن في تلك الجهة من أحلاف السلطان إلا أبا شماخ والشيخ عمر بن علي بن مسعود وفيهم أيضاً ميل إلى بني الحبوضي.

قال صاحب العقد الثمين وبلغني أن الشيخ بدر الدين عبد الله بن عمرو بن الجنيد وأصحابه ما فارقوا الحرب ليلةً واحدةً حتى عبروا حضرموت وما زال أصحابهُ تخلفون عنهُ حتى وصل إلى ظفار الحبوضي في مائة فارس وثلاثة عشر رجلاً بعد خمسة اشهر من يوم خرجوا من صنعاء. وسارت الفرقة الثانية عن طريق الساحل وهم أربعمائة فارس من المماليك البحرية وحلقة السلطان. وكان مقدم المماليك الأمير حسام الدين لؤلؤ التوريزي وهو أمير العلم المنصور والمقدم على الحلقة الأمير فيروز وكان المقدم على الجميع الأمير شمس الدين أردمر أستاذ دار وقال له السلطان أنت تقتل سالماً أن شاء الله تعالى فأني رأيت فيما يرى النائم أن حيةً عظيمةً خرجت إليَّ من كوة فقلت لك اقتلها يا أردمر فقتلها وعدت إلى مقامك. وكانت طريق الأمير شمس الدين صعبة وعرة لأنها في شواهق الجبال وجبال من كثب الرمل فكان يسير هو ومن معه أضعف السير والمواكب في البحر تسير معارضة لهم فإذا بعدت بهم الطريق فيستريحوا لأنهم يتناولون من المراكب ما أرادوا من الطعام والتمر وسائر الحبوب والحوائج خانات ثم أنواع السلاح من القنا والسيوف والزرد والبيض والخفاتين والسقي والسهام والتراس والأوضاف ومن نعال الخيل واللجم وسائر أنواع العدد على اختلاف أحوالها من المنجنقيات ستة بجميع عددها وآلتها ورجالها وأحجارها. وقال بلغني أنه رست عليهم في البحر ألف قطعة والقطعة عبارة عن الجوالق العظيمة من أنواع الشحن فما فقدت ثم كانت الأسواق في البحر قائمة كأعظم ما يكون من أسواق المدن وفيها من أصناف الطباخين والخبازين وأرباب الصناعات ولم تزل كل فرقة تسير على حسب ما يمكنهم من السير حتى جمع الله بينهم في يوم واحد على بندر ريسوت. هكذا ذكر صاحب العقد الثمين فأقبلت مطابا البحر من الشواني يقدمها الحواسك والسنابيق كأنها العقبان. ثم أقبلت الطرابيد وهي المركب الأعظم

<<  <  ج: ص:  >  >>