أبو حسين قضى وابناه نحبهما ... سمّاً وقتلاً بأسيافٍ لضلاَّل
كذا ابن ادهم لم يدعو وقد عبثوا ... وصبَّ بالرأس منه بول بوال
وشبهوا لحية منهُ وقد كرمت ... على المهيمن علجاً غير ذي بال
فلم أحول ولا حالوا ولا عجلوا ... ما ثمَّ أمر بدا يقضى بإعجال
من ذاك منهم ترى لم يدر كيف أتى ... بعرش بلقيس داعي الله في حال
وكلما ترتضوا مني وتنتقموا ... ما القول قولي ولا الأفعال أفعالي
فاحكم بما شئت أن صبراً وإن عجلاً ... فالأمر اقرب من فعل على بال
هل يحرق السجن من ملاه أدبه ... إلا أخو الجهل بالآتي وبالحال
فليس شهران مما يقتضي عجلاً ... إن كنت تسمع فانظر صدق أقوالي
عشرون شهراً توالى لا تجاوزها ... وليس آخرها يقضي بإكمال
ويدخل الدار من لا يرتضيه لها ... فصائح منكم يدعوا بأعوال
لم تنكروا النص والتنزيل ويحكم ... ووعد ربي ما هذا بإجمال
فاسمع لما قلتهُ وارقبه مصطبراً ... ولا تعرج على قيلٍ ولا قال
وخذهُ بالجد لا هزلاً ولا كذباً ... فليس ذا القول من أقوال هزَّال
وهذه الأبيات من وقف عليها علم بمكان الشيخ العارف من علم المعارف وفي ذلك كفاية لمن تأمل والله أعلم.
ثم توجه الفقيه بعد إنشاء هذه القصية إلى ناحية وصار هارباً من الملك الأشرف فأقام هنالك إلى أن توفي الملك الأشرف في التاريخ المذكور فلما استولى السلطان الملك المؤيد على الملك والمملكة رجع الفقيه إلى مدينته واجتمع بالسلطان وفرح به فرحاً شديداً. واستوزر أخاه الصاحب موفق الدين علي بن محمد بن عمر بن اليحيوي المعروف بالصاحب وكانت وزارته في شهر جمادى الأولى من السنة المذكورة وصنع له ما يصنع للوزراء من رفع الدواة وعقد الطيلسان وفوض إليه قضاء الأقضية وكان ثابتاً في أموره كلها لم يكن معهُ من الطيش والعجلة شيء ونفذ أمرهُ في البلاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وعاضده السلطان على ذلك وتقدم عند