السلطان تقدماً كلياً لم يسمع بمثله وانطلق عليه اسم الصاحب انطلاقاً كلياً في أقطار اليمن حتى صار علماً في حقه كالصاحب بن عباد في العراق فجمع أولاده واخوته لا يكادون يعرفون حتى يتعرفون به إما بنبوة أو أخوة.
ولما استوزره السلطان كما ذكرنا في تاريخه المذكور برز أمر السلطان على القاضي حسام الدين بن أسعد العمراني أن يكن هو وأخوته سهفتة على الأعزاز والإكرام ولم يغير عليهم حال من الأحوال. ثم بلغ السلطان من الناصر ابن أخيه على جهة النصح لعمه أن عبداً للقاضي حسان طلع إلى جهة عومان ووجد معتقة من الأشرفية كانت تحت القاضي بهاء الدين محمد بن أسعد فتحدث العبد معها بحديث أسره إليها أن معه قارورة السم من عند سيده القاضي حسان بن أسعد أمره أن يتلطف إلى من يتصل بالملك المؤيد ويسقيه منها وإن غرض القاضي وبني أبيه أهلاك بني رسول قاطبة. فلما اتصل العلم إلى السلطان بهذا غضب غضباً شديداً وطلبهم بحسبة أموال الأيتام وغلل الموقوفات في مدة نظرهم عليها فما أجابوه إلى شيء من ذلك أبداً فقبض عليهم وبنى لهم سجناً على باب دار الولاية استكفاءً لشرهم.
ومن صحب لدنيا طويلاً تقلبت ... على عينه حتى يرى صدقها كذباً
وقد كان في قلب السلطان من ولدي أزدمر نجم الدين وبدر الدين ومن ابن الهكاري استياء من يوم الدعيس فأمر بالحوطة عليهم فقبضوا فأرسلهم إلى حصن الدملؤة ثم قبض بعدهم أمير جاندار فجعل معهم في دار الأدب بالدملؤة. وفي خلال ذلك قدمت بعدهم رسل الأشراف على السلطان بالتهنئة بالملك ولعقد الصلح وقد كانوا عقيب موت الأشرف رحمة الله عليه استولوا على الكولة وأحرقوها واخذوا حصني اللجام ونعمان وعلى مدينة صعدة وأصلحوا على ذلك وكان الإمام مطهر بن يحيى حاطاً على كحلان الشرف فطلبه الأشرف للدخول معهم في الصلح ورفع المحطة فأمرهم بالصلح وطيبهم ولم يزل حاطاً على الحسن حتى أخذه.
وفي هذه السنة نزل السلطان الملك المؤيد زبيد وكان نزوله في شهر جمادى