الآخرة بعد أن أقطع ولده المظفر صنعاء والظافر الفخرية والحربين فتوجه الملك المظفر إلى صنعاء في رجب من السنة المذكورة فاستعاد حصن ود من بني الحرث في آخر شعبان بهد أن زماه بالمنجتيق. ورجع السلطان إلى تعز في شعبان وصام في مدينة تعز. ونزل الملك المظفر من صنعاءَ في أول النصف الثاني من رمضان وكان نزوله بسبب العيد فعيَّد في تعز ثم عاد إلى إقطاعه. واستعاد السلطان حصون حَجَّة في ذي الحجة وأخذ المخلافة من الصارم إبراهيم بن يوسف بن منصور. وكانت في يده من سنة إحدى وتسعين وستمائة. واشترط الصارم شروطاً منها إقطاع مَوزع ونصف حَيس والذمة الشاملة والعفو عما جناه.
وفي هذه السنة اظهر الملك المسعود خلافاً على أخيه السلطان وكان مقطعاً بالأعمال السرددية ومقيماً بها فأوقع وسار إلى حرض فاستولى عليها وكان قد وصل ولد أسد الإسلام محمد بن الحسن إلى عمه السلطان المؤَيد وهو في مدينة تعز فأكرمه وانصفهُ وأبقى أباه على إقطاعه فلما خالف الملك المسعود على أَخيه وسار إلى حرض جمع العساكر وجاءَه الأشراف السليمانيون وسقط إليه من الجبال والجَوف خيل كثيرة فاجتمع معه عسكر عظيم. فجهز السلطان لحربه أَخاه الملك المنصور أيوب بن يوسف ووزيره القاضي موفق الدين الصاحب وولده الظافر عيسى بن الملك المؤَيد وأرسل معهم ثلاثة أفيال فساروا إليه في عسكر جيدٍ من عسكر الباب.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو الحسن علي بن عمر بن إسماعيل ابن زيد يحيى العزيزي لقباً والشعبي نسباً. وكان فقيهاً عارفاً بالصوليين والفروع والنحو واللغة. وهو من قوم من الشعوب يقال لهم بنو الشاعر من بطن يقال لهم بنو أحمد يسكن بعضهم في سامع وبعضهم في إكنيت بكسر الهمزة ويكون الكاف وكسر النون وسكون الياء المثناة من تحتها وآخره تاء مثناة من فوقها. تفقه بالفقيه منصور والشعبي. وكان شريف النفس عالي الهمة مجللاً عند أهل بلده وغيرهم. وكان شجاعاً في الحرب فتاكاً عداءً يذكر من عدوه أنه كان إذا عدا خلف ظبي في البيداءِ