للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا ملكُ ناقضُ عقدهُ ... ولا ملكُ عاقدُ ما نقض

ولا عوض منك في ذا الورى ... وكل الورى أنت منهم عوض

وفي يوم العاشر من ذي القعدة توفي القاضي جمال الدين محمد بن احمد ابن محمد بن عمر اليحيوي وهو الذي كان ينوب عن القاضي موفق الدين الصاحب في قضاء الأقضية فكان يباشر الأحكام ويفصل القضايا ولا يعارضه أحد وكان الغالب عليه سلوك طريق الزهد بحيث أن أكثر أهله وأصحابه يقولون عنه أنه لم يكتسب شيئاً من الدنيا. وكان عمه أبو بكر هو الذي يربيه ولم يصر إليهم أمر القضاء والوزارة إلا بعد أن تفقَّه وتعبَّد وحج وجاور في مكة والمدينة وعرف الناس يمناً وشاماً وحجازاً ولم يكتسب شيئاً من الدنيا كما اكتسب أهله أجمعون ولا تزوَّج امرأَّة قط وكانت إشارته من إشارة عميه أَبي بكر وعلي ولم يخالفاه وفي أصحاب عمه أَبي بكر جماعة يعترفون له بالصلاح وربما يفضلونه على عمه أبى بكر. وقال الجندي كانت وفاته يوم الخميس تسع عشر ذي القعدة من السنة المذكورة والله أعلم.

وفيها توفي القاضي موفق الدين الصاحب علي بن محمد بن عمر اليحيوي المعروف بالصاحب. وكان رجلاً كاملاً رئيساً فاضلاً فقيهاً نبيهاً فصيحاً شهماً ولي الوزارة والقضاء في الدولة المؤَيدية إلى يوم وفاته. وكانت وفاته يوم الثالث من ذي الحجة من السنة المذكورة رحمه الله.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد السبتي. وكان فقيهاً فاضلاً محققاً حسن الأخلاق مرضي الفتوى وردت منه أسئلة إلى الفقيه الإمام أبى الحسن الأصبحي صاحب المعين تدلُّ على تحقيقه وتدقيقه. وكان ممن يذكر بالكرم وعلو الهمة وشرف النفس وحسن القيام بمن قصده من أبناء الجنس وغيرهم. نقل ذلك عنه جميع المسافرين ولا يمكن تواطؤهم على كذب. وكان خطيباً فصيحاً مصقعاً. توفي على الطريق المرضي في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة ثلاث عشرة وسبعمائة توجه السلطان من تعز إلى الجند فأقام فيها مدة. وفي شهر ربيع الآخر برز مرسوم السلطان إلى الأمير أسد الدين محمد بن حسن

<<  <  ج: ص:  >  >>