بن نوربان يخرج من ذمار ويحط على حصن هزان وينصب عليه المنجنيق ففعل ما أمر بهِ ونصب المنجنيق عليه ووصل الأمير شمس الدين عباس بن وهاس معزولاً من حرض.
وفي شهر ربيع الآخر قتلت الأكراد حسن بن إياس والي صنعاء في ستة نفر من الغز منهم بن الغلاب والتاج بن العز وابن منقار وجماعة من الرحالة فجرَّد السلطان عباس بن محمد في خمسين فارساً غير عسكره فخرجوا من تعز يوم الخامس من جمادى الأولى فأقاموا مع ابن نور في محطته ولم يزل المنجنيق يصك هزان حتى أتلفه إتلافاً كليّاً لم يعلم قط إن كسفاً عمل في حصن ما عمل المنجنيق في هزان. فلما ضاق الأمر على الأكراد واشتد عليهم ورأُوا الموت عياناً لجئوا إلى السلطان فكاتب لهم الشيخ محمد بن عبد الله بن عمرو بن الجند واستعطف خاطر السلطان عليهم وراجع في ذمة وبرز أمر السلطان بالذمة عليهم للأمير إبراهيم بن شكر والجلال بن الأسد فحضروا مقام السلطان بالجند ودخلا تحت الطاعة واستعطفا خاطره الشريف فرجع إلى شنشنته الكريمة وعفى عنهم بشرط أن لا يبدو منهم ما يوجب الغبار عليهم وسلموا هزان وعادوا إلى ذمار على عادتهم في الخدمة. وأمر السلطان برفع المحاط عنهم فارتفعت عنهم في مستهل رجب من السنة المذكورة. وتوجه الأمير أسد الدين محمد بن حسن بن نور إلى صنعاءَ والأمير عباس بن محمد إلى بلاد همذان لخراب زروعهم وبلادهم والمحطة على بيت أنعم لأنهم بدا مهم ما لا يحسن. فأمر السلطان بخراب زروعهم في مقابلة ما فعلوه.
وفي هذا التاريخ تقدم الركاب العالي إلى زبيد فدخلها يوم الثاني عشر من رجب المذكور ووصل إلى السلطان وهو مقيم بزبيد الأمير الكبير الهادي ابن عماد الدين وداود بن موسى مخاطبين في الأمير أسد الدين محمد بن أحمد ابن عز الدين فلم يجابا إلى خروجه من السجن. وبرز أمر السلطان بتوجه الأمير عماد الدين إدريس بن علي إلى صوب صهيب في جمع كثير من الخيل والرجل فأقام في بلاد الأشاودة حتى رهنوا رهائن أكيدة ثم سار إلى مقمح فاخرب العسكر بلدهم وأتلفوا عليهم طعاماً