الآخرة إلى جبلة فحط القاضي جمال الدين محمد بن مؤْمن في جبلة وحط ابن السوع معه في أب. وحط الزعيم في وادي ضبا وطلعت مذحج جبل بعدان وفتحوا فيه الحرب فلم يتم لهم فيه ما يريدون فقيل كان سببه عدم الوفاء بما بذل لهم وقيل غير ذلك. وطلع أهل الشوافي إلى أهل بعدان بمكاتبة من ولد الفقيه أبي بكر محمد بن عمر اليحيوي. وكتب أيضاً كتباً إلى الملك الظاهر وقد كان من السلطان على وجه خير واقترب أمان.
ولما لم يتفق فتح الجبل كما ذكرنا نزل القاضي جمال الدين محمد ابن مؤْمن من جبلة وابن السوع من أبو الزعيم من محطته بوادي ضبا بطلب ممن السلطان وأقام السلطان في تعز إلى شهر رمضان ثم خرج متوجهاً إلى عدن يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر رمضان حتى حط بالأحبة ونزل معه الزعيم وهو يومئذ أتابك العسكر. وكان مشكور التدبير حسن الثناء يعمل كل يوم سماطين بكرة وعشية لذوي الحاجة من العسكر وذلك في وقت قد عز فيه الطعام وقل وجوده. ولم يزل السلطان يغزو عدن وتخرج إليه عسكر وخيل ورجال وكانت الحرب بيتهم سجالا وظهر من الحمراني وجماعة من المماليك وأولاد تعز سوء أدب وسفه باللسان. وأقام القاضي جمال الدين محمد بن مؤْمن في المحطة إلى أن دخل شهر الحجة. ثم تقدم تهامة وصحبه ابن مفضل لجباية الأموال بها فتقدم المذكور في طائفة من العسكر فعيدوا الأضحى في الغارة ثم توجهوا إلى زبيد.
وفي هذه السنة توفي الفقيه البارع إسحاق إبراهيم بن الفقيه أحمد ابن موسى بن عجيل وكان فقيهاً دينياً ورعاً يحب الاعتزال قلما يجتمع به أحد من الناس الواصلين إليه وأخذ الفقه عن أبيه والنحو عن الفقيه رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الخطيب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جامع المباركي المعروف ابن العجمي. والمباركي نسبة إلى شيخ لوالده احمد. وكان من أهل شيراز ما زار مريضاً قط ودعا له إلا عوفي من مرضه فسمى مباركاً لذلك ونسب إليه أصحابه