للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ولده هذا محمد رجلاً فاضلاً فقيهاً محدثاً صوفياً أخذ عن جماعة من أعيان المدرسين كالفقيه أحمد بن أبي الخير وأمثاله وكان فيه مروءة وحسن خلق وكرم نفس. وكان بيته موئلا للمنقطعين من الفقهاء والمتصوفين وصنف كتاباً في الرقائق واستمر خطيباً في مدينة زبيد مدة طويلة إلى أن توفي يوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه أبو الحسن أحمد بن الفقيه علي الجنيد بن الفقيه أحمد ابن منصور الجنيد وكان مولده في صفر من سنة سبع وخمسين وستمائة ولما توفي والده في التاريخ المذكور استمر هذا معيداً في المدرسة الأسدية بتعز وجدب الفقيه أبو بكر بن محمد بن عمر اليحيوي عليه وعلى اخوته مراعاة لصحبة أبيهم وأسد الملك المؤَيد في أيام آمريته وقرأ عليه وارتفعت منزلته عنده. وكان فقيهاً أصولياً نحويا شاعراً فصيحا وله في التصوف كلام مرضى وشعر رائق وتوفى يوم الأحد الثاني عشر من جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه البارع أبو عبد الله محمد بن بكر بن محمد بن عمر اليحيوي وكان مولده في السابع عشر من ذي الحجة من سنة أربع وسبعين وستمائة وبوقفه وولي قضاء الأقضية في سنة أربع عشرة وسبعمائة فقام كقيام أبيه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان عالي الهمة شريف النفس يقوم بالمنقطعين من أهل العلم وغيرهم وعمل في أيامه مآثر جيدة لم يعملها أحد من أهله ولا من غيرهم واجلب الماء إلى المدرسة الشمسية بذي عدينة بعد أن انقطع مدة وتوفي مقتولاً صبراً على يد السناني في شهر صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفى الفقيه الفاضل أبو محمد بن أحمد الحضرمي وكان يسكن قرية في جبل يافع يقال لها رخمة باسم الطائر المعروف وكان مذكوراً بالدين والورع والصلاح والزهد والعبادة وتولى حكم بلده سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة وتوفي في سنة سبع وعشرين المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفى الفقيه الصالح أبو مسلمة محمد بن الحضرمي وكان مولده قرية

<<  <  ج: ص:  >  >>