الطرية بأبين وكان تفقه بأبين على ابن الرسول وعلى علي بن إبراهيم التهامي وإبراهيم الحرف ثم قدم لحج وتديرها بأنس من ابن مناس وامتحن بالعمى وحصر البول إلى أن توفي في شهر السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة وعشرين تقدم القاضي جمال الدين محمد بن مفضل نحو الجهات الشامية وأقام ابن مؤْمن في مدينة زبيد إلى أن رجع إليه ابن مفضل بأموال الجهات الشامية فساق منها مالاً جزيلاً ولم يزل السلطان رحمه الله في محطته بالأَحبة والزعيم في سائر العسكر في المحطة على عدن وهو صاحب الباب وكان على أحسن طريق من وضع الأشياء في مواضعها وفعل ما يذكر عنه. وفي أوائل صفر من السنة المذكورة باع رتبة الدملؤَة الحصن على يد من هو في المنصورة فبادر الأمير عز الدين وموالينا الأدر الكرام جهة صلاح بإرسال الطواشي صفي الدين جوهر الرضواني ليقبضها فخرج مسرعاً من تعز بمال نقد وخلع فلما طلع حصن الدملؤَة لاطف وبذل حتى استمكن وكان مبذوله فيها ستة آلاف دينار ملكية غير الخلع والكساوي وكان في الحصن يومئذ نور الدين وولد له ووالدة الظاهر وبنت فأَرسل لهم السلطان عز الدين طلحة بن أخت الزعيم فلما وصل المنصورة انزلوا إليه فسار بهم تحت الحفظ إلى حصن تعز فجعلوا في دار الإمارة من الحصن المذكور وقيد الرجال منهم هذا والسلطان يومئذ في محطته على باب عدن. ولما كان آخر شهر صفر كلاماً وأخذ جمعاً من الشفاليت وطلع بهم من جهة التعكر ليلاً فلما كان يوم الخميس الثالث والعشرين من صفر المذكور زحف السلطان على عدن فخرج أهلها لحربه على عادتهم فخرج عليهم العسكر المجاهدي من ورائهم وصاحوا باسم السلطان ففشل أهل عدن وفتح باب المدينة فدخل الزعيم والملك المفضل بعد الظهر. ووصل السلطان بعد العشاء من ليلة الجمعة فبات في التعكر فلما اصبح صبح يوم الجمعة الرابع والعشرين من الشهر المذكور نزل السلطان من التعكر وسار إلى الخضراء على طريق الدرب. فلما كان يوم السبت استدعى بجماعة من المماليك وجماعة من الشفاليت الظاهرية وهو في الخضراء فطلعوا بهم إليه فأمر بقتل جماعة من المماليك