للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الدواة كما ذكرنا خرج الحاضرون بأجمعهم ولم يبق إلا الوزير والحاجب فأمر السلطان على الوزير أن يأْمر كتاب الدرج بكتب منشور بإجراء النواصف لجميع الرعية بالتهائم. وذلك شيء لم يسبقه إليه أحد من الملوك وهو أن يأْخذ في كل نصف شهر أضبط سعر للديوان السعيد فيكون في كل شهر سعر أن سعر لمستهله وهو من أول يوم فيه إلى آخر الخامس عشر. وسعر لسلخه وهو من يوم السادس عشر إلى آخر الشهر. ولم يزالوا على ذلك إلى أن توفي قدس الله سره. فكانت هذه الفعلة من حسناته المشهورة.

قال علي بن الحسن الخرزجي. ولما توفي السلطان الملك المجاهد رحمه الله سمعتُ الرعية تعدّد له حسنات كثيرة منها ثلاث حسنات لم يسبقه إليهن أحد إحداهن زيادة ميعاد في جميع الجهات في التهائم كلها على اختلاف قطائعها ولم يسبقه إلى هذه الزيادة أحد من الملوك. الثانية إجراء النواصف في جهات التهائم كلها ولم يسبقه إليه أحد. الثالثة إجراء مزال الربع في جميع الجهات وكانت هذه الثلاثة في آخر عمره. وقد قال صلى الله عليه وسلم العمل بالخواتيم فرحم الله مثواه وبل بوابل الرحمة ثراه.

وفي سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة طلع السلطان إلى ذي جبلة وأَقام في دار السلام ودرد العساكر إلى ذمار صحبة الأمير زين الدين قراجا في أربعمائة فارس وأَحد عشر أَلفاً من الرجل وأصحبهم منجنيقاً فحطوا على ذمار حتى أخذوها قهراً. ثم حطوا على حصن هرّان حتى أَخذوه قهراً. وكان ذلك في ذي الحجة من السنة المذكورة. واستمر الأمير زين الدين قراجا والياً بها.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل عمر بن أحمد بن سالم بن عمران المنبهي السهلي وكان ميلاده في مستهل رمضان من سنة ست وسبعين وستمائة. وتفقه بأهل الجبال ثم إلى تهامة وتفقه بها على فقهاء زبيد. وكان غالب أَخذه فيها عن الفقيه الإمام أبي عبيد الله محمد بن عبد الله الحضرمي. وكان المذكور فقيهاً فاضلاً عالماً عاملاً عارفاً متفنناً ولم يزل في زبيد حتى توفي بها في أثناء السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>