للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة انفصل الأمير زين الدين قراجا عن ولاية ذمار واستمر فيها ابن الحجازي فساءَت سيرته وخالف عليه الأكراد وحصروه في هرّان أَياماً ثم نزل إلى باب السلطان وقد فاتت البلاد فاغتاظ عليه السلطان وغضب غضباً عظيماً وصادره بمائة ألف دينار وقبض دوابه أربعين رأساً من جياد الخيل المشهورة وستين جملاً.

وفي هذه السنة أمر السلطان بتجديد سور زبيد وعمارة أبوابها وخنادقها وكان متولي العمارة يومئذ الأمير شجاع الدين عمر بن عثمان بن مختار. وكان هو يومئذ أميرها ومشدّها وناظرها فاستمرت العمارة بها إلى سنة أربعين وسبعمائة.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو العباس أحمد بن سالم بن عمران بن عبد الله ابن جبران بضم الجيم وسكون الباء الموحدة المنبهي نسبة إلى منبه بن خولان وكان صاحب عبادة وفقه وأُنس للواصل إليه. وكان كثير العبادة والتلاوة والعزلة عن الناس. وكان إذا دخل شهر رمضان اعتزل عن الناس ولا يتكلم بشيء من أمور الدنيا ولا يكاد يوجد في عصره شبيه له وكان ميلاده في سنة خمس وخمسين وستمائة. وتوفي في سلخ ذي القعدة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة أربعين وسبعمائة أمر السلطان بإنشاء المدرسة التي في مكة المشرفة المعروفة بالمجاهدية ووقف عليها وقفاً جيداً من أَملاكه المباركة يقوم بكفاية الجميع وجعل وقفها في ثلاثة مواضع من وادي زبيد موضع في أعلاه. وموضع في أسفله. وموضع في أَوسطه نظراً للمرتبين واحتياطاً لهم خوفاً أن يتغير موضع فيكون في غيره ما يستعينون به سنتهم إلى العام المقبل فرحمة الله عليه ما أَحسن نظره. وأطيب خبره ومخبره.

وفي سنة إحدى وأربعين وسبعمائة انقضت عمارة سور زبيد وجددت الأبواب الثمانية وزخرفت شراريعها حتى كانت كالنجم الزاهر.

وفي هذه السنة أفسد المعازبة بالتهائم فساداً شديداً فنزل السلطان من تعز كجاري عادته فلما صار في حيث أَغار إلى بلاد المعازبة ولم يدخل وحط بالعسكر في

<<  <  ج: ص:  >  >>