للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بلادهم وأمر بقطع نخل المدبي فقطع من أُصوله. وقتل من المغاربة عدة مستكثرة وأَمسك آخرين فلعب الفيل ببعضهم وغرق الباقين في البحر ثم كان آخر أَمرهم أن شيخ عليهم امرأَة منهم يقال لها بنت العاطف وكساها فكانت تركب دابة من الحمر أو ناقة وتقود المعازبة بأَسرهم بعد الفساد الشديد والطغيان العظيم.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الإمام الصالح أبو العتيق أبو بكر بن جبريل ابن أوسام العدلي بفتح العين والدال المهملتين. وكان فقيهاً صالحاً حرّاً أديباً تقياَ شريف النفس وأهله في بلاد السودان أهل دين وخير وكان تفقهه بجماعة منهم جمال الدين أحمد بن علي العامري شارح التنبيه وموفق الدين علي بن أحمد الصريدح. والإمام أبو الحسن علي بن أحمد الأصبحي صاحب المعين. ولما توفي الإمام أبو الحسن الأصبحي انتقل المذكور إلى تعز ودرس بالأتابكية ثم درس في الشمسية وكان مبارك التدريس وحصل عليه دين كثير فانتقل بسببهِ إلى زبيد. ودرس في المدرسة الصلاحية إلى أن توفي في شهر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة اثنتين وأربعين سافر السلطان إلى مكة المشرفة يريد حج بيت الله الحرام وسار في ركابه من الجيوش والعساكر ما يزيد على حد الوصف خيلاً ورجلاً فكان تقدمه من تعز المحروسة صبح يوم الخميس السادس من شوال من السنة المذكورة ودخل زبيد يوم الثلاثاء حادي عشر شوال المذكور

في جحفل ستر العيون غباره ... فكأنما تبصرن بالآذان

يرمي بها البلد البعيد مظفر ... كل البعيد لهُ قريب داني

فحط في بستان الراحة المعروف بحائط لبيق. وكان تقدمه من زبيد يوم الجمعة الرابع عشر من شوال وصحبته الشريف الخطير الأمير عز الدين ابن رميثة بن أبي نمى صاحب مكة يسير صحبة ركابه. وكان دخوله المُهْجَم صبح يوم الجمعة الثامن والعشرين من الشهر المذكور. فأقام فيها إلى ثالث ذي القعدة ثم ارتحل منها في التاريخ المذكور فكان دخوله على بن يعقوب يوم الأحد الخامس عشر من ذي القعدة فأقام فيها إلى يوم الثامن عشر ثم ارتحل منها في التاريخ المذكور فكان وصوله

<<  <  ج: ص:  >  >>