للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان من حلى ابن يعقوب آخر يوم الخميس فكان وصوله إلى حَرَض ليلة الاثنين العشرين من الشهر المذكور. فلما أصبح في حرض يوم الاثنين تصدق بصدقة جليلة على سائر الناس. وأَقام فيها أياماً ثم ارتحل المَحَالِب يوم الجمعة الرابع والعشرين وقد عمل صاحب المحالي طلعات على باب الدار وأقام الفرحة بوصول السلطان فأقام السلطان فيها أياماً ثم ارتحل فدخل المهجم يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من الشهر المذكور. وقد عمل صاحب المهجم طلعات تمشى على العجلات بمن فيها من المغاني وأهل الطرب وفرش من الثياب الحرير عند قدوم السلطان شيئاً كثيراً. وكان خروج عسكر السلطان من المهجم آخر نهار الأربعاء التاسع والعشرين فصبح الكَدْرا يوم الخميس سلخ المحرم وكان خروجه من الكدرا آخر يوم الجمعة فصبح فشَال يوم السبت ثاني يوم في صفر وقد عمل صاحب فشال طلعات ومداريه ومغاني. وفي ذلك اليوم وصل السلطان الملك المؤَيد داود بن السلطان وصحبته الوزير القاضي جمال الدين محمد بن حسان في العساكر المنصورة من الخيل والرجل ما يضيق عنه الفضاء. ثم ارتحل السلطان عن فشال ليلة الأحد فصبح مدينة زبيد يوم الأحد الثالث من صفر في العساكر المنصورة. والجيوش المتكاثرة. وقد أَحدقت الفرسان من كل مكان

تحف أغرّ لا قود عليه ... ولا دية تساق ولا اعتذار

تُريق سيوفه مهج الأعادي ... فكل دم أَراقته جبار

فحط في بستان الراحة المسمى حائط لبيق. وقد عمل أمير زبيد ومشدها وناظرها ومشد الأملاك بها من الطلعات المزينة بالذهب والفضة والمدارية المزخرفة وفرشوا من الثياب شيئاً كثيراً. وفرش الملك المؤَيد بن مولانا السلطان وفرش الوزير القاضي جمال الدين محمد بن حسان. وكان أمير زبيد يومئذ الأمير نجم الدين محمد أحمد الخَرْتَبِرْتي ومشدها وناظرها القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن قبيب ومشد أملاكها الشهاب بن عبد الرحمن أخو الحكيم الزبيدي. وكان ذلك اليوم يوماً عظيماً مشهوداً وأقام في زبيد يوم الأحد ويوم الاثنين. وفي يوم الثلاثاء

<<  <  ج: ص:  >  >>