وفي سنة ثلاث وأربعين استقر السلطان في بلاده ولبست البيوت وعملت الفرحات سبعة أيام وأَنفق السلطان على العسكر المنصور نفقة أربعة اشهر. ووقع مطر عظيم عام في يوم التاسع عشر من الشهر المذكور فدفع الوادي زبيد في آخر ذلك اليوم دفعة عظيمة فوصل السيل قربة المُسَلِّب من وادي زبيد بعد صلاة المغرب فاحتمل معظم القرية. وسال في السيل من سكانها نحو من مائة وخمسين نفساً ما بين رجل وامرأَة وصغير وكبير وهلك من البقر والغنم والحمير شيءُ كثير ولم يبق من البيوت المسكونة إلا شيءُ يسير. وافتقر يومئذ كثير من أهلها. وانتقل أهل القرية من موضعهم إلى موضعهم اليوم وهو قبلي القرية القديمة.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح إبراهيم بن مهنا بن محمد بن مهنا وكان فقيهاً ورعاً ناسكاً وكان مولده سنة تسع وثمانين وستمائة وهو أحد الفقهاء المدرسين على مذهب الإمام أبي حنيفة. واستمر مدرساً في المدرسة الدعاسية بزبيد. وكان ذا مروءَة وخلق حسن توفي في أثناء السنة المذكورة وقيل أن وفاته كانت في سنة سبع وأربعين والله اعلم رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب وكان فقيهاً فاضلاً تقه بذي السفال على الفقيه صالح بن عمرو على ابن أخيه محمد ابن عبد الرحمن. وولى قضاء صعدة مدة ثم عاد إلى تعز وجعل له رزقاً في جامع المهجم فأقام بها إلى أن توفي في سنة ثلاث وأربعين رحمه الله تعالى.
وفي سنة أربع وأربعين خالف الملك المؤَيد على أبيه في شهر رمضان وكان إقطاعه الجثة فاستولى على مدينة المهجم فجرد إليه السلطان العساكر صحبة القاضي موفق الدين ثم جرد الأمير سيف الدين طغي الخراساني في عشر آخر.
وفي هذه السنة حط السلطان في عساكره على جبل شورق وارتفع منه في النصف من المحرم.
وفيها ظهرت عجيبة من العجائب وذلك أن جارية يقال لها غناء من بيت الأمير بدر الدين محمد بن الفخر وضعت ولد أربعة اشهر وجهه وجه جدي وله