وفي سنة اثنتين وخمسين وصل الحاج عمر بن زريزر ثاني يوم من المحرم. وكان ابن زريزر هذا رجلاً من أهل قرية التُّربة بوادي زبيد. وكان يحج كل سنة ولا يتقدمه أحد في الرجوع إلى اليمن بعد انقضاء الحج البتة البتة فيصل بأخبار الموسم وخبر من حج في تلك السنة من الملوك والأمراء وغيرهم ووصل في صحبته في هذه السنة بأوراق من مكة فضربت الطبلخانة ثلاثة أيام. ثم شاع الخبر بما تضمنته الأوراق. وفي ذلك اليوم وصل القاضي موفق الدين من جبلة إلى تعز ولما اتصل العلم بالطواشي جمال الدين بارع وعلم بنزول الوزير من جبلة نزل من أرباب ووقع في نفسه أن السلطان لا يرجع اليمن أبداً وأنه ربما اتفق الأمر على قيام واحد من أولاد السلطان فيكون هو صاحب الباب. فلما صار في الجند هو وكافة العسكر الذي معه كتب إليه الطواشي أمين الدين أهيف كتاباً يقول فيه عرفني ما سبب نزولك من عهدتك وما مرادك بهذا العسكر الذي جمعته من كل مكان فلم يجد عذراً يقيمه. فكتب جواباً يقول فيه ما وصلت إلا بأمر الوزير كتب لي أن أصل بعسكر الجبل جميعه فوصلت بهم فان تأْمرني بالوصول وصلت. وإن تأْمرني بالرجوع رجعت. ولم يكن الوزير كتب إليه في شيء من هذا فلما وقف الطواشي أهيف على كتابه طلب القاضي موفق الدين إلى الحصن فطلع وطلع القاضي عفيف الدين عبد الأكبر والفقيه تقي الدين عمر بن عبيد علي فقبض الطواشي أهيف على الوزير ورسم عليه وحبسه عنده في الحصن. ثم قبض الأمير شمس الدين يوسف بن القاهري أمير الحصن وكاتبه ونقيبه. وكان ذلك يوم السبت الحادي والعشرين من اشهر المذكور. فلما علم الطواشي بارع يقبض الوزير وأمير الحصن سرى ليلاً من الجند فأصبح في المدرسة المجاهدية في تعز متحيراً فأَمر الطواشي أهيف من لزمه من المدرسة المجاهدية فلزم واطلع حصن تعز يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من الشهر. ثم قابل بينه وبين الوزير فقال الوزير للطواشي بارع أن كنت كتبت إليك كما تقول فأوقفني على كتابي إليك فقال الطواشي وأين أجد كتابك الساعة وقد اخذ جميع ما كان معي فأمر بهما فقيدا وباتا في الحصن وأمر في ليلته تلك الأمير شمس الدين يوسف بن