للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها توفي الفقيه الصالح ابو عبد الله محمد بن عثمان بن حسن بن شنيبه المقري وكان عارفاً بالقراءَات السبع وطرقها مشاركاً في الفقه والحديث والنحو أَخذ علم القراءة عن عدة من الأئمة منهم المقري علي بن شداد. وموسى ابن راشد الحرازي ويوسف بن محمد الأصابي الجعفري. واخذ بمكة عن الإمام برهام الدين إبراهيم بن مسعود بن إبراهيم المروزي. والشيخ أبي زكريا يحيى بن عبد العزيز بن سالم الزواوي واخذ الحديث عن الإمام أبي اسحق إبراهيم بن عمر العلوي. وانتفع به كثير من الناس في فن القراءة خاصة وعليه قرأَت القراءات السبع أفراداً وجمعاً. واخبرني شفاهاً انه رأَى في النوم انه يقرأْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي تسع وخمسين وسبعمائة نزل السلطان إلى زبيد في عسكر جيد وأرسل لابن ميكائيل إلى حَرَض. فوصل أيضاً في عسكر ووصل معه طائفة من غز الرتب. فخرج السلطان في جمع كثيف يريد المعازبة والقرشيين فارتفعوا عن بلادهم ولم يظفر السلطان منهم بأَحد فحرّق بلادهم ورجع. وفي هذه الغزوة قتل ياقوت عبد ابن ميكائيل وكان فارساً شجاعاً إلا أنه لا يعرف البلاد. فلما انفرد عن العسكر قتل. ولما رجع السلطان إلى زبيد أقام أياماً ثم طلع تعز ورجع ابن ميكائيل إلى بلاده حّرَض وتقدم السنبلي إلى إقطاعه الجثة ونزلت المعازبة وسائر المفسدين إلى بلادهم فلما استقروا أقاموا أياماً ثم اجتمعوا نحو الكدراء في آخر شهر صفر فأخربوها وحرقوها فارتفع الحكم عن وادي سَهَام واتصل الخراب والفساد وانقطعت السبل وصار أهل زبيد لا يتصلون بأهل المهجم وأهل المهجم لا يتصلون بأهل زبيد.

وفي اليوم السابع من شعبان من السنة المذكورة قصدت المعازبة والقرشيون النخل من وادي زبيد فنهبوا أهله وانقطع الحكم فيه وخرج أهله منه لا يملك أحدهم قوت يومه ثم اقتسموا النخل فكان الأبيض للقرشيين والمغارس العليا لبني يعقوب من المعازبة والمغارس السفلى لبني بشير وارتفعت أيدي أهل النخل عن أملاكهم وتملكه العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>