للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

على مصافهم أَقبل أهل القرية العليا معارضين لهم فاهتزمت المعازبة هزيمة شديدة وقتل منهم نحو من سبعين رجلاً فيهم من الكواكرة ثلاثة وعشرون رجلاً وفيهم من سائر بيوت المعازبة لا يطاق وقتل من القرشيين يومئذ سبعة نفر فيهم إبراهيم الزيلعي كان من فرسانهم المشاهير.

وفي يوم الثامن والعشرين وصل السفراء من الديار المصرية وهم الطواشي صارم الدين نجيب والقاضي جمال الدين محمد بن عمر الشريف والقاضي جمال الدين محمد بن الفارقي والأمير شمس الدين علي بن حاتم ووصل معهم عدّة من أمراء الترك فقابلهم السلطان أَحسن مقابلة.

وفي هذه السنة توفي الطواشي شمس الدين صواب صبري وكان المجاهد رحمه الله قد جعله زمام بابه وتولى في أيامه بعض الجهات فكانت سيرته مرضية. وكانت وفاته في يوم الأربعاء غرة شهر شعبان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة أَربع وستين خالف الملك المظفر على أبيه السلطان الملك المجاهد وأَفسد المماليك الغرباء الواصلين صحبة السفراء وكان خروجه من تعز ليلة الاثنين السادس والعشرين من المحرم بعد أن هجم اصطبل السفر الذي للسلطان وأخذ ما فيه من الخيل وأخذ من المناخ ما احب ونزل نجد عدن واستخدم جماعة من العقارب وأمرهم بالتقدم قبلة نحو باب عدن فلما تقدموا قبله وقدر أنهم قد صاروا في الباب تبعهم في الذين معه من المماليك فواجهه في الطريق جمل يحمل بطيخاً كثيراً. فنزل المماليك بأجمعهم فأكلوا من ذلك البطيخ حاجتهم. ولما وصل العقارب الباب من عدن وقفوا عند البوابين ينتظرون وصول المظفر ومن معه فلم يظهر لهم علم. فلما طال وقوفهم تشوش منهم البوابون لطول مقامهم من غير حاجة فنحوهم عن الباب فلم يقبلوا منهم فرأَى البوابون كلامهم غير منتظم فطردوهم عن الباب فلم ينطردوا وظهر لهم من الأمر ما أحوجهم إلى قتالهم وإغلاق الباب فلما أغلقوا الباب أَقبل المظفر وأصحابه وقد فات الأمر. فخرج الأمير وأهل المدينة فتقاتلوا ساعة من نهار

<<  <  ج: ص:  >  >>