ثم رجع المظفر إلى الحج وأبين.. وكان الوزير القاضي جمال الدين محمد بن حسان يومئذ في أبين فقبضه المظفر وقبض ولده علياً وصادرهما أياماً ثم أَطلقهما.
ولما وصل العلم إلى السلطان بما كان من المظفر جهز له جيشاً وقدم عليه بهاء الدين السنسبلي وبعض الأَشراف الحمزيين وسار السلطان إلى الجؤَةِ وسار السنسبلي ومن معه نحو المظفر. والتقوا في موضع يقال له الشراجي فانهزم السنسبلي ومن معه وقتل منهم طائفة فنزل السلطان إلى عدن بسبب ذلك.
وفي هذه السنة أَصلحت المعازبة وأذم عليهم السلطان وطلعوا إلى تعز واجتمع شيخهم الذي يسمى العطور بالسلطان وتكفل له بإصلاح التهائم وجرد السلطان عسكراً إلى زبيد. وأمرهم بالتقدم إلى فَشَال والوقوف فيها حتى يرجع أهلها إليها ويتقرروا فيها. ثم ينتقل العسكر منها إلى القَحْمَةِ فيقفوا فيها حتى تعمر أيضاً ثم ينتقلون إلى أَكَلْدرَاء. فلما اجتمع العسكر في زبيد اتفق العسكر والقرشيون على قتل المعازبة فغقال العسكر للمعازبة إنّا لا نخرج من المدينة حتى يتقرر إلينا أن كنتم مصلحين فوصل عدّة من وجوههم ودخلوا المدينة واطمأَنوا بها فلما عزموا على الخروج إلى فشال أوقع الغز والقرشيون بالمعازبة فقتلوا منهم بضعاً وعشرين رجلاً وكان القتل يوم الثلاثاء العاشر من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة.
وكان فيمن قتل يومئذ الشيخ محمد العكور وكان يومئذ شيخ المعازبة وقتل معه اثنان من إخوته. وقتل يومئذ عمر بن سهيل وابن الأقدر وحسين ابن عبادة وابن العجمي وسهيل بن الحاذق ومكيمن بن فلان بن الأقدر والقصد أن الذين قتلوا كلهم فرسان ومشاهير وسلم منهم جماعة كانوا عند القاضي ناصح الدين أبو بكر بن علي بن مبارك فامتنع عليهم وخشي أن يغلب عليهم فأرسل بهم إلى السجن فأقاموا فيه يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس فلما كان يوم الجمعة هجم الغز عليهم فقتلوهم وكانوا بضعة عشر رجلاً فكان جملة من قتل من المعازبة نحوا من أربعين رجلاً كلهم فرسان.