وفي سنة ثمان وسبعين طلع الأمير بدر الدين محمد بن إسماعيل بن إياس في العسكر المنصور مغيراً إلى الحقل ومنع عساكر الإمام من حدود البلاد السلطانية وأقام هنالك يشن الغوائر في كل ناحية وعلى كل قبيلة وبذل الأموال وملك قلوب الرجال.
وفي هذه السنة خالف الشريف محمد بن سليمان بن مدرك في حَرَض ونزع يده عن الطاعة ووافقه على الخلاف جماعة من الأشراف وقالوا بقوله وأَقام باقيهم على طاعة السلطان. فلما كان يوم الثاني عشر من جمادى الأولى حصل المصاف بوادي رحبان من أعمال حرض بين العسكر السلطاني والأشراف المخالفين فقتل الشريف محمد بن سليمان وقتل معه جماعة من أصحابه وأُخذت رءوسهم وحملت إلى زبيد ثم إلى تعز. وكان السلطان يومئذ في تعز بل في الجوة فقام برياسة الأشراف بعده يوسف بن سيف الدين وأخوه أحمد المسمى عصيرة. وكان صاحب حرَض يومئذ الأمير ركن الدين عبد الرحمن ابن علي الهمام.
وفي آخر جمادى الآخرة نزل السلطان من محروسة تعز إلى مدينة زبيد فدخلها أول يوم من رجب فأقام أياماً في قصره المعروف بالخورنق ثم سار إلى وادي رمع في طلب الصيد فاصطاد هنالك شيئاً كثيراً ورجع إلى قصره المعروف بالخورنق فأقام فيه.
ثم وصل ولدهُ مولانا السلطان الملك الأشرف من محروسة تعز. وكان وصوله إلى زبيد يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان الكريم مطلوباً طلباً حثيثاً ليقضى الله أمراً كان مفعولا. فكانت مدة إقامته عنده ثمانية أيام من الجمعة إلى الجمعة.
ثم توفي السلطان الملك الأفضل يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر شعبان الكريم من السنة المذكورة رحمه الله تعالى. فاتفق رأي الجماعة من رؤَساء الدولة على قيام ولده مولانا السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول. فاجتمع كبراء الدولة وعظماؤُها وصلحاء الأمة وعلماؤُها وانعقدت بيعته المذكورة في التاريخ المذكور وحضر أمراء العسكر وكبراء