للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة أربع وتسعين انتقل أهل النويدرة إلى قريتهم الأولى وكان انتقالهم إليها في أول يوم من المحرم أول شهور السنة المذكورة. وأمر السلطان على القاضي شهاب الدين بالتقدم إلى فشال لاستنهاض أموال الخراج فأقام هنالك أياماً ووصل سريعاً بالمال المتحصل من الجهة المذكورة.

وفي آخر الشهر المذكور وصل الشريف المهدي بن عز الدين الحمزي صاحب تلمص ووصل بعده الشريف شمس الدين سليمان بن يحيى المعروف بحجرية.

وفي هذا التاريخ أمر السلطان على القاضي سراج الدين عبد اللطيف ابن محمد بن سالم المشد يومئذ بزبيد أَن يباشر القضاء الذي يسمى الجهمي من نخل وادي زبيد وان يغرسه فابتدأَ في غرسه في أول هذه السنة المذكورة فبادر ممتثلاً للأمر وغرسه في أيام قلائل. وكان عدته ألفا ومائة وأربعين نخلة أو قريباً من ذلك وهو الذي يسمى الرياض في هذا الوقت.

ووصل الوزير من الأعمال الرمعية بحواصلها يوم الاثنين السادس من صفر وبعد أيام قلائل وصل الشيخ شهاب الدين أحمد بن حسن بن ناجي صاحب السحول في أهله وقرابته إلى باب السلطان فقابله السلطان بالقبول والإحسان فأقام ثمانية أيام في تعز. ثم تقدم لقبض الحصن المعروف بذي الحرسة فقبضه.

وفي ليلة الثلاثاء العشرين من صفر من السنة المذكورة رأَى السلطان رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال علي بن الحسن الحزرجي أخبرني الشيخ الصالح شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الرداد. قال كتب إليَّ مولانا السلطان الملك الأشرف كتاباً وأوقفني على كتابه إليه. قال وأخبرني بعد الكتاب مشافهة أنه رأَى في التاريخ المذكور وكان يومئذ مقيماً في دار العدل في مدينة تعز. قال رأَيت كأني في مرج يشبه الماء الحار الذي هو فيما بين تعز وعدن وكأني بين نخل وسدر وموضع يشبه ساحل الغارة إلا أنه لا يجر هنالك وكان في طرف المكان مجلس بعيد من الموضع الذي نحن فيه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعليّ رضي الله عنهم أجمعين

<<  <  ج: ص:  >  >>