للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

هنالك والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد على قعادة بلا حصير حبالها عتق كأنها حبال قعادة الرعاءِ عليها اثر الغنم والبقر وإذا بي أقبلت أنا وعلي وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قال مد يدك نبايعك وكأني لم أفهم إلا وأنا معظم الشأْن كأني مثل الذين وصل إليهم بقبائل أُريد أن انصرهم وهم مثل الفرجين بي. فمددت يدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعني فقمت من ساعتي بعد المبايعة وأنا أقول لهم ما يخرج ولا يبرق في بعض الطرقات من هؤلاءِ الفعلة الصنعة. فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم قم فنهضت أنا وعلي رضي الله عنه وركبنا على فرسين وسرنا وإذا بنا في عدن عن يميننا بحر وعن يسارنا جزائر من جبل أحمر وأنا أقول له إشارة بإصبعي من هنا كان يريد الفاعل الصانع يدخل عدن يعني الإمام. وإذا بنا رجعنا إلى الجماعة وقد صار النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً على قعادة لي صغيرة أرجلها من صندل أحمر والبساط الذي اقعد عليه وهو بساط من حرير وعلى النبي صلى الله عليه وسلم دراعة شيخ ثم اندرس. فلما كان الليلة الثانية وإذا بي أرى جماعة وهم أبو بكر وعمر وعلي ونحن على تلك الحال التي فارقتهم فيها الليلة الأولى ولم أرَ النبي صلى الله عليه وسلم وكأني أروم معاصرة عمر فانتبهت فزعاً. فلما كان الليلة الثالثة وإذا بي أرى الجن وأنا مثل المتفرس عليهم وعليهم شرافوشات الصناعة وصورهم مثل صور الآدميين لا فرق إلا أني أفهم أنهم من الجن فتعجبت من هذه النكتة العجيبة.

قال علي بن الحسن الخزرجي هذا منام عجيب يدل على بشارات وإشارات حسنة ولا يصلح أن يكون إلا لمثله أصلحه اله صلاحاً حسناً وفقهه للعمل بما يرضيه أنه على ذلك قدير.

وفي يوم الخامس من شهر ربيع الأول توفي الشريف صاحب بكر. وكانت وفاته بمدينة تعز.

وفي يوم العاشر من الشهر توفي القاضي صدر الدين عبد الحق بن الفقيه موفق الدين علي بن عباس المقري وكان طلع هو والشريف المذكور من زبيد في محمل مترافقين في الطريق فسقط بهما المحمل فتكسرت أعضائهما فحملا إلى تعز أَليمين

<<  <  ج: ص:  >  >>