للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا التاريخ برز مرسوم السلطان إلى المشد يومئذ بزبيد وهو القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن سالم بأن يعمر النخل المشتري من ورثة العز الآمدي ويغرسه فبادر المشد إلى ذلك فغرس في النخل المذكور نحواً من خمسة آلاف نخلة في مدة يسيرة وهو الذي يسمى الربوة.

وفي يوم الثاني عشر من شهر ربيع الآخر استمرَّ الأمير فخر الدين أبو بكر بن بهادر السنبلي مقطعاً في القحرية والمقصرية.

وتقدم السلطان إلى محروسة تعز يوم الخامس عشر من شهر ربيع الآخر. فلما دخل حيس رفع إليه إن أميرها الأمير جمال الدين محمد بن عمران الفايشي مد يده إلى شيءٍ من مال الخراجي بها فأمر السلطان على مشد الدواوين وهو القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد بن يوسف العلوي أن يلزم العامل المذكور بتسليم ما أَخذ. فأنكر أن يكون أخذ شيئاً. وكان حسن المعاملة فيما بينه وبين الناس فصادره المشد كما ورد الأمر الشريف فتوفي في المصادرة يوم الأربعاء الحادي والعشرين من الشهر المذكور.

وفي يوم الرابع والعشرين من جمادى الأولى وصل علم الحج المنصور من مكة المشرفة. وفي ليلة الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الأولى دفع الوادي زبيد بماءٍ عظيم. قيل إنه أَعظم من سنة سيلة المسلب. وضرر هذا السيل ضرر عظيم في الوادي اخرب جانباً من محل مانع وشيئاً من محل طرقوه وشيئا من محل حريرة وأتلف في النخل جملة مستكثرة من النخيل وبيوتاً كثيرة.

وفي يوم الرابع من جمادى الآخرة توفي الشيخ أبو بكر القرافي المؤذن عن سن عاليةٍ واصله من قرافة مصر صم سافر إلى مكة وأقام بها مجاوراً. ثم دخل اليمن صحبة السلطان الملك المجاهد في سنة حجته الأولى وهي سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة. وكان رجوعه إلى اليمن في سنة ثلاث وأربعين فأقام مؤذناً معه على بابه السعيد إلى أن توفي المجاهد في التاريخ المذكور أولاً. ثم استمر على الوظيفة مع

<<  <  ج: ص:  >  >>