أخرى. ولم يقنعه استقلاله باليمن بعد أن كان نائباً لهم فيها بل قاتلهم عن مكة وطردهم عنها وعن الحجاز. واستمال عدة من عساكرهم. وممن استماله من الأمراء الأمير مبارز الدين علي بن الحسين ابن برطاس والأمير فيروز الذي ذريته الأمراء بنو فيروز أصحاب أب قال الجندي: ويقال أن الأمراء بنو فروز تديروا أباَّ من زمن قديم يعني من قبل أيام الملك المنصور. والله أعلم.
ولما قتل السلطان نور الدين في مدينة الجند ولم يكن يومئذ أحد من أولاده حاضراً بل كان الملك المظفر في المهجم واخوته ووالدتهم في حصن تعز بسبب جهاز الست عازبة ابنة السلطان الملك المنصور عروساً على شريف من أهل مكة فانتقلت بهم إلى الدملؤَة فاجتمع بنو فيروز وحملوا السلطان في محل وقصدوا به تعز فدفنوه في المدرسة الأتابكية بذي هزيم لكونه كان مزوجاً على بنت الأتابك سفر المعروفة ببنت حوزة. وكان مولانا السلطان الملك المظفر رحمة الله عليه يعرف ذلك لهم ويشكرهم على ما فعلوا ولذلك اقطعهم لإقطاعات الجليلة وحمل لشمس الدين طبل خانة ولأخيه فخر الدين أخرى وكانت له عندهم حظوة عظيمة.
وكان السلطان نور الدين رحمه الله قد أثر آثاراً حسنة فما أثره المدرسة التي بمكة المشرفة بحيث يغبطه عليها سائر الملوك. وابنتي في مدينة تعز مدرستين تعرف إحداهما بالوزيرية نسبة إلى مدرسها الوزيري والثانية الغرابية نسبة إلى مؤذنها وكان رجلاً صالحاً اسمه غراب كان مؤذناَ فيها. وابتني مدرسة في عدن. وابتني في زبيد ثلاث مدارس يعرفن بالمنصوريات مدرسة الشافعية ومدرسة الحنفية ومدرسة الحديث النبوي. وابتني مدرسة في حد المنسكية من وادي سهام. ورتب في كل مدرسة مدرساً ومعيداً ودرسه إماماً ومؤذناً ومعلماً وأيتاماً يتعلمون القرآن. ووقف على الجميع أوقافاً بعيدة تحملهم وتقوم بكفايتهم جميعاً. قال الجندي: وابتني في كل قرية من التهائم مسجداً ووقف عليها أوقافاً جيدة. وكان النوري مفازة عظيمة فيما بين حس وزبيد هلك الهارون فيها فأبتني فيها مسجداً وجعل فيه إمامين واشترط