كثيرة واحرق مواضع أخرى. ولم يزل الشيخ علوان يلاطف السلطان ويراجعه ويسأله الذّمة للأمير أسد الدين حتى أذمَّ له على يده. فقال الشيخ علوان في ذلك وكان من فصحاء العرب:
سلام على الدار التي في عراصها ... معاهد قوم لا يذم لهم عهد
أناخوا علينا نازلين وفيهم ... طوال القنا والمشرفية والجردُ
ليوث شرى خاضوا الرمال فذل ... لوا مقاولها فارتاع من خوفهم نجد
رموا موضع الشمس احتساباً بالأن ... فس أمانتها موت، على العزأَ وحمد
إلى أن سرى البرق اليماني لامعاً ... بدملؤَه العز التي ما لها ندُّ
فراموا له بزل الركاب على الوجى ... وقادوا إليه الخيل من فوقها الأسد
يقودهم الملك الذي في يمينه ... عوارف منهن المنية والرفد
تحف به القوم الذين سيوفهم ... عقائق حمر لا يلائمها غمد
رأَوا مورداً عذباً فلما دنوا له ... وقد اشرعوا قلن المقادير لا ورد
قضى أسد الدين القضاءَ برمحه ... إلى علم زهر المجوم له عقد
فجاش عليهم للمظفر عارض ... له البيض برق والطبول به رعد
همام أبي أن يسلم الملك فانبرى ... وحوليه أرباب الزعامة والجند
يسوقهم سوق السحاب يحثها ... نسيم الصبا حتى أَلم بنا الوفد
أكارم كانوا لي عدواً فاصبحوا ... ينادون يا علوان هل ذهب الحقد
فقلت لهم في فرع تيماءَ فانزلوا ... أَلا مرحباً هذا السمؤَل والفرد
مددت لهم ظل العروسين دائماً ... بسطت لهم أيدي الرخاء الذي مدوا
فشكراً لمن أدنى ركاب محمد ... إِليَّ وأهداه لي الفلك والسعد
فاصبح أرباب الزعامة حولنا ... وما رابني منها الوعيد ولا الوعد
ملوك دنا بعض لبعض فأصبحت ... كتائب عزمي وهي بينهم سد
وأسد إلى أسد تدانت فصدها ... على حنق ما بينها الأسد الورد
فمن الفخار العرب مثلي ومن لها ... كمثل مقامي في المكاره أن عدُّوا