للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فحسبي إني الحرُّ من آل يعرب ... وإني لمن آوى إلى كينفي عبد

ولما أذم السلطان الملك المظفر للأمير أسد الدين كما ذكرنا نزل الأمير أسد الدين فيمن معه من أصحابه إلى السلطان فلقيه بالموسعة فأكرمه وأنصفه وسار الأمير أسد الدين ماشياً بين يدي السلطان بسيفه على عاتقه. فلما دخلوا على السماط وقف وخدم. ثم أن السلطان حمل إليه أموالاً جليلة وأمده بعسكر كثيف. وأمره بالمسير إلى صنعاء. فسار أسد الدين في العسكر إلى صنعاء فعلم به الإمام فخرج من صنعاء ودخلها أسد الدين. ثم طلع السلطان إلى صنعاءَ في رجب من السنة المذكورة وطلع صحبته الأمير علم الدين علي بن وهاس فحط في درب عبد الله.

وكان الإمام يومئذ في تسارع فخرج من تسارع فاخرب السلطان تسارع وبساتينها وعاد إلى اليمن فتسلم حصن دروان من الشيخ الورد بن محمد ابن ناجي. وفي هذه السنة قتل الشريف أبو سعد بمكة وكان مدة ولايته عليها أربع سنين إلا شهراً. فدخل بنو عمه إلى داره فقتلوه في وسط الدار وكان الذي قتله حماد بن حسن وحج بالناس في ذلك العام وأقام بمكة. وفي هذه السنة اختلف الإِمام والأمير شمس الدين أحمد ابن الإِمام عبد اله بن حمزة وبنو عمه من بني حمزة واستنصروا بالسلطان فأمد السلطان على الأمير أسد الدين يوم الخامس من ذي الحجة وقد وصلت الخزائن السعيدة إليه فالتقى الأمير شمس الدين في براقش بعد أن رجع الأمير شمس الدين من مأرب ثم ساروا جميعاً فحطوا على الزهراء فأخذوه. وأخرجوه.

وفي هذه السنة توفي الشيخ الصالح المشهور أبو الغيث بن جميل الملقب بشمس الشموس. قال بعض العلماء وهذا لقب على ملقب باستحقاق وكان في بدايته قاطع الطريق وكان سبب توبته أنه صعد شجرة يريد أن ينظر السفر إذا أقبلوا فبينما هو على الشجرة يتأمل الطرق إذ سمع قائلاً يقول يا صاحب العين عليك العين فوقر ذلك في قلبه فنزل عن الشجرة مستكن القلب ونفسه تنازعه في الإنابة. فلم

<<  <  ج: ص:  >  >>