يجد لذلك غير الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الملك بن أفلح بزبيد فوصل إليه وعرض عليه أمرهُ وسأَله أن يأخذ عليه اليد فاخذ عليه اليد وأّلزمه الخدمة للزاوية فأقام يخدمها بالحطب والماءِ وفي بيت الخلاءِ دهراً ثم تقدم المراوعة بعد ذلك إلى الشيخ علي الأهذل فأقام عنده أياماً هذبه فيها تهذيباً مرضيّاً فكان يقول خرجت من أبن أفلح لؤلؤةً عجماء فثقبني الأّهذل. ثم طلع الجبال الشامية بعد ذلك فظهر له فيها أحوال خارقة فمال إليه عالم عظيم من العامة والرؤَساءِ وصحبه جماعة من الفقهاء. فلما ظهر الإمام عبد الله بن حمزة وقوي أمر الزيدية بالجبال الشامية نزل الشيخ إلى تهامة ونزل بنزوله الإمام العلامة الفقيه علي بن مسعود المذكور أولا فسكن الشيخ أبو الغيث رحمه الله مع الفيه عطا على كره من أهله. ثم قام الأمام أحمد بن الحسين وبلغهُ أن الشيخ مقبول الإشارة مسموع القول كتب إليه طمعاً في ميله وميل أهل تهامة كتاباً صدره) قل يا أهل الكتاب تعالواْ إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم إلا نعبدَ إلا الله ولا نشرك بهِ شيئاً ولا يتخذَ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللهِ فإن توَلواْ فقُولوا اشهدوا بأَنَّا مسلمون (. ثم قال القصد يا شيخ الاجتماع على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسلام.
فلما وصل الكتاب مع بعض الشيعة قال الشيخ لرجل من أصحابه اقرأْ كتاب الشريف. فلما قرأَه وفرغ من قراءَته قال لهُ الشيخ اكتب) أن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون (. الحمد لله فالق الإصباح. ومرسل نسيم الرياح. إلى فسحة مبدأ عالم الأشباح والصلاة والسلام على سيد الأنام ومصباح الظلام وعلى آله وصحبه السادة الكرام.) أما بعد (فقد وصلنا كتاب السيد الشريف يدعونا لإجابته ولعمري إنها طريق سلكها الأولون واقبل عليها الأكثرون. غير أنا نقر منذ سمعنا قوله تعالى) له دعوة الحق (لم يبقِ فيها متسع لإجابة الخلق. فليس لأحد منا أن يشهر سيفه على غير نفسه ولا أن يفرط في يومه بعد أمسه. فليعلم السيد قلة فراغنا لما رتم وليبسط العذر والسلام " فذكروا أن رسول الشريف وقف مع الشيخ وبعث بالكتاب رسولاً. ويروى أنه كتب إليه الشيخ أحمد بن علوان الذي يأْتي