ذكره فيما بعد أن شاءَ الله تعالى كتاباً يقول فيه. أَما بعد فإني أخبرك:
جزت الصفوف إلى الحروف إلى الهجا ... حتى عرفت مراتب الإبداع
لا باسم ليلى استعين على السرى ... كلا ولا ليلى تقل شراعي
فأجابه الشيخ أبو الغيث بن جميل: من الفقير إلى الله تعالى أبي الغيث أبن جمي أغذي نعمة الله في محل الحضرة إما بعد فإني أخبرك
حلَّى في الاسم القديم باسمه ... واشتقت الأسماء من أسمائي
وحباني الملك المهيمن وارتضى ... فالأرض ارضي والسماءُ سمائي
يا ابن علوان أبت المراهم الشافية أن تقع على جرحك الخبيث حتى تعدم بمرر العقاقير. وكان الشيخ رحمه الله كير القدر شهير الذكر صاحب ترقية ومجاهدة قلَّ أن يوجد لهُ نظير. وفضائله أكثر من أن تحصى واشهر من أن تذكر. ومن كلامهِ قوله شكوتك إلى ما في يديك دليل على قلة ثقتك بالله ورجوعك في حال الشدة إلى المخلوقين دليل على انك لا تعرف الله وفرحك بشيءٍ تناله من الجنيا دليل على بعدك من الله. وقد قيل أن هذا من كلام أبي يزيد البسطامي أو أحد نظرائه والله أعلم.
وسئل الشيخ رحمه الله عن المستحق لاسم الصوفي فقال هو من صفا سرُّهُ من الكدر وامتلأَ قلبهُ من العبر وانقطع إلى الله عن البشر واستوى عنده الذهب والمدر.
وسئل مرة أخرى عن ذلك فقال الصوفي من كان بعهد الله موف. ومن دعائه اللهم إني أَسأَلك يا روح روح الروح ويا لب لب اللب ويا قلب قلب القلب هب لي قلباً أعيش به معك فد خلقت كلما هو دونك لأجلك فاجعلني ممن شئت من هذه الجملة.
وروي عن الفقيه الإمام الصالح إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحضرمي أنه قال جري بيني وبين بعض أصحاب الشيخ أبي الغيث بن جميل كلام من اجله فقلت