للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعله أنفع لأن يكون هو الأصل الذي يقاس عليه، لزيادة وضوح الأمر الذي نريد أن نقيس عليه فيه.

وبعد هذا التقرير، سنجعل أي إشارة إلى تطور تدوين السنة إشارة ايضاً إلى تطور مصطلحاتها، إلى أن تدون السنة كلها، ولا يبقى للروايات الشفهية غير المدونة ذكر، إلا الروايات المكذوبة والموهومة.

فإذا عدنا إلى عصر التابعين، نقول:

إنه كانت السنة قد بدئ تدوينها من زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم في زمن الصحابة رضي الله عنهم (١) ؛ إلا أن تدوينها الرسمي، بأمرٍ عام من الدولة، إنما كان في أواخر عهد الصحابة، وذلك في خلافة عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) وبأمره (٢) ، وكانت


(١) إن فكرة (السنة قبل التدوين) فكرة أثبتت الدراسات بطلانها، فقد واكب التدوين السنة من البدايات: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ازدادت حركته في زمن الصحابة رضي الله عنهم.
انظر: (دراسات في الحديث النبوي) للدكتور محمد مصطفى الأعظمي (١/٨٤-١٤٢) ، و (بحوث في تاريخ السنة المشرفة) للدكتور أكر ضياء العمري (٢٩٢-٣٠١) ، و (صحائف الصحابة وتدوين السنة المشرفة) للأستاذ أحمد عبد الرحمن الصويان.
اما إن أريد (بالسنة قبل التدوين) : التدوين الرسمي، كما أراد ذلك الدكتور محمد عجاج الخطيب، في كتابه (السنة قبل التدوين) ، فلا مؤاخذة عليه، وإن كان التقييد للعنوان كان أولى.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في العلل (رقم ٥٠) ، والبخاري في صحيحه موصولاً ـ كتاب العلم، باب (٣٤) : كيف يقض العلم (١/٢٣٤) ، والبخاري أيضاً في التاريخ الأوسط ـ المطبوع خطأ باسم التاريخ الصغير ـ (١/٢٤٨-٢٤٩) ، ومحمد بن الحسن الشيباني في الموطأ عن مالك (رقم ٩٣٦) ، وابن سعد في الطبقات (٨/٤٨٠) ، والدارمي في سننه (رقم ٤٩٣، ٤٩٤) ، والفسوي في المعرفة والتاريخ (١/٤٤٢) ، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (رقم ٣٤٦) ، وأبو نعيم في ذكره أخبار أصبهان (١/٣١٢) ، والبيهقي في المدخل إلى السنن (رقم ٧٨٢) ، والخطيب في تقييد العلم (١٠٥-١٠٧) ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم ٤٣٨، ٤٣٩، ٤٤٣، ١٠٩٦) ، وابن حجر في تغليق التعليق (٢/٨٨-٩٠) .

<<  <   >  >>