للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلا عرشها؟! وأن مصطلحاته قد لهج بها المحدثون، وتحددت معالمها عندهم بما لا مبتغى بعده (١) ؟! بل إنها أصبحت في وضوح معناها الاصطلاحي، تغلب المعنى اللغوي لها، حتى يكاد ينسى عند أهل الفن.

وهذا ما لا أحسب أحداً يخالفني فيه، إلا أن يكون من غير المتخصصين.

وقبل أن أنهي حديثي عن القرن الثالث الهجري، وفي مجال التقرير لما بلغه مصطلح الحديث من قمة التطور فيه، أذكر أنه قد ظهرت في هذا العصر بعض الكتابات التنظيرية، لبعض علوم الحديث ومصطلحاته.

ومن أوائل ذلك جزء صغير نفيس لأبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (ت ٢١٩هـ) ، رواه عنه بشر بن موسى بن صالح الأسدي (ت ٢٨٨هـ) . ونثره الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣هـ) في كتابه (الكفاية في علم الرواية) ، من روايته عن أبي نعيم الأصبهاني (ت ٤٣٠هـ) ، عن أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف (ت ٣٥٩هـ) ، عن بشر بن موسى، عن الحميدي (٢) .

وكتب الإمام مسلم بن الحجاج (ت ٢٦١هـ) مقدمة لـ (الصحيح) ، عرض فيها لبعض قضايا علوم الحديث بقوةٍ ووضح.

وكتب أيضاً الإمام أبو داود السجستاني (ت ٢٧٥هـ) ،


(١) وانظر منهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عتر (٦٢) .
(٢) انظر الكفاية للخطيب (٤٠ - ٤١، ١٣٣، ١٤٦، ١٧٥، ١٧٩، ١٨١، ٢٦٥- ٢٦٦، ٤٢٩ - ٤٣٠) .

<<  <   >  >>