هذا وإن كنت عجوزًا عقيمًا وبعلك شيخًا كبيرًا، فإن الله على ما يشاء قدير {رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} ، أي: هو الحميد في جميع أفعاله وأقواله، محمود ممجّد في صفاته وذاته.
عن قتادة: قوله: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} ، قال: الفَرَقُ، {وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى} بإسحاق {يُجَادِلُنَا} يخاصمنا {فِي قَوْمِ لُوطٍ} .
وقال سعيد بن جبير: لما جاءه جبريل ومن معه قالوا لإِبراهيم: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ} قال لهم إبراهيم: أتهلكون قرية فيها أربعمائة مؤمن؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قرية فيه مائتا مؤمن؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنًا؟ قالوا: لا، حتى بلغ خمسة، قالوا: لا،
فقال إبراهيم عليه السلام عند ذلك:{إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ} فسكت عنهم واطمأنت نفسه.
وقوله تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} ، قال مجاهد:{أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} : القانت الرجّاع. وفي حديث ابن إسحاق قال: أرأيتم إن كان رجلاً واحدًا مسلمًا؟ قالوا: لا، فلما لم يذكروا لإِبراهيم أنّ فيها مؤمنًا واحدًا قال:{إِنَّ فِيهَا لُوطاً} يدفع به عنهم العذاب، قالوا:{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} ، قالوا:{يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ ... مَرْدُودٍ} .