قال ابن إسحاق: خرجت الرسل فيما يزعم أهل التوراة من عند إبراهيم إلى لوط بالمؤتفكة، فلما جاءت الرسل لوطًا:{سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً} وذلك من تخوّف قومه عليهم أن يفضحوه في ضيفه فقال: ... {هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} ، قال ابن عباس: شديد.
وعن مجاهد:{وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} ، قال: يهرولون، وهو الإسراع في المشي. وقال سفيان بن عيينة: يهرعون إليه كأنهم يدفعون. وقال الضحاك يسعون إليه. {وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} ، قال ابن عباس: يقول: من قبل مجيئهم إلى لوط كانوا يأتون الرجال من أدبارهم.
قال في فتح البيان:{قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي} ، أي: فتزوجوهنّ واتركوا أضيافي، وكانوا يطلبونهنّ قبل ذلك ولا يجيبهم، وكان تزويج المسلمة من الكافر جائزًا، أو المراد من البنات نساؤهم، وأضاف إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمّته.
وقال الشيخ ابن سعدي: (فجاءه قومه يهرعون إليه، يريدون فعل الفاحشة بأضياف لوط فقال:{يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} لعلمه أنه لا حقّ لهم فيهنّ، كما عرض سليمان للمرأتين حين اختصمتا في
الولد فقال: ائتوني بالسكين أشقّه بينكما، ومن المعلوم أنه لا يقع ذلك، وهذا مثله، ولهذا قال في قومه: {لَقَدْ