للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الساعة فقالوا: إنا لم نؤمر إلا بالصبح {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} ؟ فلما أن كان السَحَرُ خرج لوط وأهله معه امرأته فلذلك قوله: {إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} وقال قتادة: ذكر لنا أنه كانت مع لوط حين خرج من القرية امرأته، ثم سمعت الصوت فالتفتت، وأرسل الله عليها حجرًا فأهلكها.

وعن مجاهد في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} ، قال: لما أصبحوا غدا جبريل على قريتهم، ففتقها من أركانها، ثم أدخل جناحه ثم حملها على حوافي جناحه بما فيها، ثم صعد بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم قلبها فكان أول ما سقط منها شرافها، فلذلك قول الله: {جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} . قال مجاهد: لم يصب قومًا ما أصابهم، إن الله طمس على أعينهم، ثم قلب قريتهم، وأمطر عليهم حجارة من سجيل. قال ابن عباس: وهي بالفارسية حجارة من طين. وقال الربيع بن أنس في قوله: {مَّنضُودٍ} ، قال: نضد بعضها على بعض. وعن مجاهد: {مُّسَوَّمَةً} معلّمة.

وقوله تعالى: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} .

قال ابن كثير: أي: وما هذه النقمة ممن تشبّه بهم في ظلمهم ببعيد عنه. وقد ورد في الحديث المرويّ في السنن عن ابن عباس مرفوعًا: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعلَ والمفعول به» . وذهب الإِمام الشافعي في قول عنه وجماعة من العلماء إلى: أن اللائط يقتل سواء كان محصنًا أو غير محصن، عملاً بهذا الحديث، وذهب الإِمام أبو حنيفة إلى أنه يلقى من شاهق ويتبع بالحجارة، كما فعل الله بقوم لوط. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>