للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨) وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ (٨٩) وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (٩٠) } .

قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: {قَالَ} شعيب لقومه: يا قوم إن كنت على بيان وبرهان من ربي فيما أدعوكم إليه من عبادة الله، والبراءة من عبادة الأوثان والأصنام، وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال، {وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً} ، يعني: حلالاً طيبًا. وعن قتادة: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} لم أكن لأنهاكم من أمر أركبه أو آتيه، {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ} ، يقول: ما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم وإصلاح أمركم، {مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ، قال مجاهد: أرجع.

وعن قتادة: قوله: {لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي} ، يقول: لا يحملنكم فراقي، {أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ} الآية. وقال ابن جريج: عداوتي وبغضائي وفراقي.

وقوله: {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ} ، أي: في الزمان والمكان.

وقوله: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} .

قال ابن كثير: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ} من سالف الذنوب، {ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} فيما تستقبلونه من الأعمال السيئة، {إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} ، أي: لمن تاب.

قوله عز وجل: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>