قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: {قَالَ} شعيب لقومه: يا قوم إن كنت على بيان وبرهان من ربي فيما أدعوكم إليه من عبادة الله، والبراءة من عبادة الأوثان والأصنام، وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال، {وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً} ، يعني: حلالاً طيبًا. وعن قتادة:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} لم أكن لأنهاكم من أمر أركبه أو آتيه، {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ} ، يقول: ما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم وإصلاح أمركم، {مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ، قال مجاهد: أرجع.
وعن قتادة: قوله: {لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي} ، يقول: لا يحملنكم فراقي، {أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ} الآية. وقال ابن جريج: عداوتي وبغضائي وفراقي.
وقوله:{وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ} ، أي: في الزمان والمكان.
قال ابن كثير:{وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ} من سالف الذنوب، {ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} فيما تستقبلونه من الأعمال السيئة، {إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} ، أي: لمن تاب.