قال البغوي: أي: لا يهلكهم وأهلها مصلحون فيما بينهم، يتعاطون الإِنصاف ولا يظلم بعضهم بعضًا، وإنما يهلكهم إذا تظالموا.
وعن قتادة: قوله: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} يقول: لجعلهم مسلمين كلهم وعن عطاء: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} ، قال: اليهود والنصارى والمجوس، {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} ، قال: هم الحنيفية. وعن مجاهد:{وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} ، قال: أهل الباطل، {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} ، قال: أهل الحق: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} ، قال الفراء: خلق أهل الرحمة للرحمة وأهل الاختلاف للاختلاف. وقال الحسن: أما أهل رحمة الله فإنهم لا يختلفون اختلافًا يضرّهم.