شيئًا، فذهب الرجل فقال عمر: لقد ستر الله عليه، فلو ستر على نفسه، فأتْبَعَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره فقال: ... «فردّوه - فقرأ عليه: - {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} » . فقال معاذ بن
جبل: أله وحده يا نبيّ الله أم للناس كافة؟ فقال:«بل للناس كافة» . رواه ابن جرير وغيره.
قال في جامع البيان:{فَلَوْلاَ} فهلا {كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ} ، أي: هلا كان منهم من فيه خير ينهى عن الفساد؟ وهذا تحريض لأمة محمد عليه الصلاة والسلام، كما قال:{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} الآية. وقال ابن زيد: اعتذر فقال: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ} حتى بلغ: {إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ} فإذا هم الذين نجوا حين نزل عذاب الله وقرأ: {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ} . وعن قتادة:{فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ} ، أي: لم يكن من قبلكم من ينه عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم. وقال ابن جريج: يستقلّهم الله من كل قوم.