قال ابن إسحاق: إنما قصّ الله تبارك وتعالى على محمد خبر يوسف، وبغي إخوته عليه وحسدهم إياه حين ذكر رؤياه، لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بغي قومه وحسده، حين أكرمه الله عز وجل بنبوّته ليتأسّى به.
وعن السدي:{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} ، قال: يعنون بنيامين، قال: وكانوا عشرة، {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} ، قال: في ضلال من أمرنا. وقال ابن زيد: العصبة الجماعة.
وعن السدي:{اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} ، قال: تتوبون مما صنعتم. وقال مقاتل يصلح أمركم فيما بينكم وبين أبيكم.
وعن قتادة:{قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ} ذكر لنا أنه روبيل، كان أكبر القوم وهو ابن خالة يوسف، فنهاهم عن قتله، {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} ، يقول: في بعض نواحيها. وقال ابن عباس: والجب بئر بالشام. {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} ، قال: التقطه ناس من الأعراب.
وعن قتادة: قوله: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} ، قال: ينشط يلهو.
قال ابن كثير: فيقال: إن يعقوب عليه السلام لما بعثه معهم ضمّه إليه وقبّله ودعا له. فذكر السدي وغيره أنه لم يكن بين إكرامهم له وبين إظهار الأذى له إلا أن غابوا عن عين أبيه وتواروا عنه، ثم شرعوا يؤذونه بالقول والفعل، ثم جاؤوا به إلى ذلك الجبّ الذي اتفقوا على رميه فيه، فربطوه بحبل ودلّوه فيه، فجعل إذا لجأ إلى واحد منهم لطمه وشتمه، وإذا تشبّث بحافات البئر ضربوا على يديه، ثم قطعوا به الحبل من نصف المسافة فسقط في الماء فغمره، فصعد إلى صخرة تكون في وسطه يقال لها: الراعوفة فقام فوقها. قال الله تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} . قال مجاهد: أوحي إلى يوسف وهو في الجبّ أن