وأستجير به منه. وعن ابن إسحاق:{قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي} ، يقول: إنه سيّدي، {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} أمّنني على بيته وأهله، {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} ، قال: هذا الذي تدعوني إليه ظلم ولا يفلح من عمل به.
وعن السدي:{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} ، قال: قالت له: يا يوسف ما أحسن شعرك! قال: هو أول ما ينتثر من جسدي، قالت: يا يوسف ما أحسن وجهك! قال: هو للتراب يأكله، فلم تزل حتى أطعمته، فهمّت به وهمّ بها، فدخلا البيت، {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} وذهب ليحلّ سراويله، فإذا هو بصورة يعقوب قائمًا في البيت، قد عضّ على إصبعه يقول: يا يوسف تُوَاقعها؟ فإنما مَثلُك ما لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق، ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات ووقع إلى الأرض، لا يستطع أن يدفع عن نفسه، ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يعمل عليه، ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت، فيدخل النمل في أصل قرنيه، لا يستطيع أن يدفع عن نفسه، فربط سراويله، وذهب ليخرج يشتدّ فأدركته، فأخذت بمؤخّر قميصه من خلفه فخرقته، حتى أخرجته منه وسقط، وطرحه
يوسف واشتدّ نحو الباب، {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} ، قال: جالسًا عند الباب وابن عمها معه، فلما رأته {قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ؟ إنه روادني عن نفسي فدفعته عن نفسي فشققت قميصه، قال يوسف: بل هي روادتني عن نفسي وفررت منها فأدركتني فشقّت قميصي، فقال ابن عمها: تبيان هذا في القميص، فإن كان القميص {قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ} فيأتي بالقميص فوجده قدّ من دبر، {قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} . وقال نوف الشيباني: ما كان يوسف يريد أن يذكره حتى قالت: {مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ؟ فغضب فقال:{هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي} .