للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (٣٠) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (٣٢) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ

تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (٣٣) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٤) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥) } .

عن مجاهد: قوله: {قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} ، قال: كان حبًا في شغفها. وقال الضحاك: هو الحب اللازق بالقلب.

وعن السدي: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ} ، يقول: بقولهن. وقال ابن إسحاق: لما أظهر النساء ذلك من قولهنّ: تراود عبدها، مكرًا بها لتريهنّ يوسف، وكان يوصف لهن بحسنه وجماله، {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} ، قال سعيد بن جبير: طعامًا وشرابًا ومتّكأ. قال السدي: يتكئن عليه. وعن ابن عباس: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً} ، قال: أعطتهن أترجًّا، وأعطت كل واحدة منهن سكيناً وقالت: اخرج عليهن فلما رأينه أَكبرنه، قال ابن زيد: فخرج فلما رأينه أعظمنه وبهتن {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} ، قال السدي: جعل النسوة يحززن أيديهنّ يحسبن أنهن يقطعن الأترجّ، {وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً} ، قال ابن زيد: ما هكذا تكون البشر.

وقال البغوي: أي: معاذ الله أن يكون هذا بشرًا، {إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} ، وعند السدي: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ

رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ} ،

<<  <  ج: ص:  >  >>