للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول: بعد ما حلّ السراويل استعصى، لا أدري ما بدا له. وقال ابن عباس: {فَاسَتَعْصَمَ} ، يقول: فامتنع.

وعن السدي: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} من الزنا.

قال البغوي: وإنما صرّحت به لأنها علمت أن لا ملامة عليها منهن، وقد أصابهن ما أصابها من رؤيته، فقلن له: أطع مولاتك، فقالت راعيل: {وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ} .

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ} ، قال ابن زيد: إلا يكن منك أنت العون والمنعة، لا يكن مني ولا عندي.

وعن ابن إسحاق: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، أي: نجّاه من أن يركب المعصية فيهن، {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ} ببراءته مما اتهم به من شقّ قميصه من دبر، ... {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} ، قال السدي: إلى الوقت الذي يرون فيه رأيهم، جعل الله ذلك الحبس ليوسف فيما ذكر عقوبة له من همه بالمرأة وكفارة لخطيئته.

وقال ابن كثير: يقول الله تعالى: ثم ظهر لهم من المصلحة فيما رأوه أنهم يسجنونه إلى حين، أي: إلى مدة وذلك بعدما عرفوا براءته، وظهرت ... {الآيَاتِ} وهي الأدلّة على صدقه في عفته ونزاهته، وكأنهم والله أعلم إنما

سجنوه لما شاع الحديث، إيهامًا أنه راودها عن نفسها وأنهم سجنوه على ذلك.

قوله عز وجل: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٣٦) قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>