تقول: بعد ما حلّ السراويل استعصى، لا أدري ما بدا له. وقال ابن عباس:{فَاسَتَعْصَمَ} ، يقول: فامتنع.
وعن السدي:{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} من الزنا.
قال البغوي: وإنما صرّحت به لأنها علمت أن لا ملامة عليها منهن، وقد أصابهن ما أصابها من رؤيته، فقلن له: أطع مولاتك، فقالت راعيل:{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ} .
{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ} ، قال ابن زيد: إلا يكن منك أنت العون والمنعة، لا يكن مني ولا عندي.
وعن ابن إسحاق:{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، أي: نجّاه من أن يركب المعصية فيهن، {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ} ببراءته مما اتهم به من شقّ قميصه من دبر، ... {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} ، قال السدي: إلى الوقت الذي يرون فيه رأيهم، جعل الله ذلك الحبس ليوسف فيما ذكر عقوبة له من همه بالمرأة وكفارة لخطيئته.
وقال ابن كثير: يقول الله تعالى: ثم ظهر لهم من المصلحة فيما رأوه أنهم يسجنونه إلى حين، أي: إلى مدة وذلك بعدما عرفوا براءته، وظهرت ... {الآيَاتِ} وهي الأدلّة على صدقه في عفته ونزاهته، وكأنهم والله أعلم إنما
سجنوه لما شاع الحديث، إيهامًا أنه راودها عن نفسها وأنهم سجنوه على ذلك.