للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان الساقي ذكر يوسف للملك، تقديره: فأنساه الشيطان ذكره.

وقال ابن عباس - وعليه الأكثرون -: أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه حين ابتغى الفَرَج، من غيره واستعان بمخلوق، وتلك غفلة عرضت ليوسف من الشيطان {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} وأكثر المفسرين على أن البضع في هذه الآية سبع سنين. انتهى ملخصًا.

قوله عز وجل: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (٤٣) قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (٤٤) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (٤٥) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (٤٨) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (٤٩) } .

قال السدي: إن الله أرى الملك في منامه رؤيا هالته، فرأى: {سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} فجمع السحرة، والكهنة، والقافة، فقصّها عليهم، فقالوا: أضغاث أحلام

وما نحن بتأويل الأحلامِ بعالمين. وعن ابن عباس: قوله: {أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} ، قال: مشتبهة. وقال الضحاك هي الأحلام الكاذبة.

وقال ابن كثير: اعتذروا إليه بأنها {أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} ، أي: أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه، {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ} ، أي: لو كانت رؤيا صحيحة

<<  <  ج: ص:  >  >>