للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيادة من يوسف في التعبير بوحي أوحي إليه، فالجواب: ليس الأمر كذلك، وإنما أخذها من رؤيا الملك فإن السنين المجدبة ... سبع فقط، فدلّ على أنه سيأتي بعدها عام عظيم الخصب كثير البركات، يزيل الجدب العظيم الحاصل من السنين المجدبة، الذي لا يزيلها عام خصب عادي، بل لا بد فيه من خلاف العادة وهذا واضح وهو من مفهوم العدد.

قوله عز وجل: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن

نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (٥٢) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٥٣) } .

قال السدي: لما أتى الملك رسوله فأخبره قال: {ائْتُونِي بِهِ} فلما أتاه الرسول، ودعاه إلى الملك أبى يوسف من الخروج معه و {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} الآية. قال ابن عباس: لو خرج يوسف يومئذٍ قبل أن يعلم الملك بشأنه، ما زالت في نفس العزيز منه حاجة، يقول: هذا الذي راود امرأته. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يرحم الله يوسف إن كان ذا أناة، فلو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إليّ لخرجت سريعًا، إن كان لحليمًا ذا أناة» . رواه ابن جرير وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>