وعن قتادة:{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ} ، قال: وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة. وعن مجاهد في قوله:{وَاسْتَفْتَحُواْ} ،
قال: الرسل كلها استنصروا، {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} ، قال: معاند للحق مجانبه. وقال ابن زيد: كان استفتاحهم بالبلاء، كما استفتح قوم هود {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} .
وقال ابن كثير: ويحتمل أن يكون هذا مرادًا وهذا مرادًا. وعن مجاهد في قوله:{مِن مَّاء صَدِيدٍ} ، قال: قيح ودم. {يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} ، قال: تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج.
وقال ابن جرير: وقوله: {وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} ، يقول: ومن وراء ما هو فيه من العذاب. يعني: أمامه وقدامه، {عَذَابٌ غَلِيظٌ} .
وعن ابن عباس: قوله: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} ، يقول: الذين كفروا بربهم وعبدوا غيره فأعمالهم يوم القيامة: كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم، كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل عليه الريح في يوم عاصف، {ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} .
عن ابن جريج قوله:{فَقَالَ الضُّعَفَاء} الأتباع {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ} ، قال: للقادة. وقال ابن زيد إن أهل النار قال بعضهم لبعض: تعالوا فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرّعهم إلى الله، فتعالوا نبكي ونتضرّع إلى الله، قال: فبكوا فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: تعالوا فما أدرك أهل الجنة الجنة إلا بالصبر، تعالوا نصبر، فصبروا صبرًا لم ير مثله، فلم ينفعهم ذلك فعند ذلك قالوا: {سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ