للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: لم يكونوا يشركون عبيدهم في أموالهم ونسائهم، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني؟ فلذلك قوله: {أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ} .

وعن مجاهد في قوله: {بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} قال: مثل آلهة الباطل مع الله تعالى ذكره.

وقوله تعالى: {وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} ، قال ابن عباس: هم: الولد، وولد الولد. وقال ابن مسعود: الحفدة الأصهار.

قوله عز وجل: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ (٧٣) فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (٧٤) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (٧٥) وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ

أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٧٦) } .

قال مجاهد: {الأَمْثَالَ} الأشباه. وعن ابن عباس: قوله: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} ، يعني: اتخاذهم الأصنام يقول: لا تجعلوا معي إلهًا غيري فإنه لا إله غيري.

وعن قتادة: قوله: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} هذا مثل ضربه الله للكافر، رزقه الله مالاً فلم يقدّم فيه خيرًا ولم يعمل فيه بطاعة الله؛ قال الله تعالى ذكره: {وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً} فهذا المؤمن أعطاه الله مالاً يعمل فيه بطاعة الله، وأخذ بالشكر، ومعرفة الله، فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>