وقال نافع بن يزيد: سألت يحيى بن سعيد عن قول الله: {وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} ، قال: العهود. وعن مجاهد:{وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} ، قال: وكيلاً.
وعن قتادة: قوله: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً} فلو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق هذه، وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده.
قال ابن جرير:{دَخَلاً بَيْنَكُمْ} ، يقول: خديعة وغرورًا ليطمئنوا إليكم وأنتم مضمرون لهم الغدر، وترك الوفاء بالعهد. وقال مجاهد: كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعزّ، فينقضون حلف هؤلاء، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعزّ منهم، فنُهوا عن ذلك.
قال ابن كثير: لأن الكافر إذا رأى المؤمن قد عاهده، ثم غدر به لم يبق له وثوق بالدين، فانصدّ بسببه عن الدخول في الإسلام.
وقوله تعالى:{وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ينهى تعالى عن نقض العهد ويحثّ على الوفاء به والصبر على ذلك. وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحبّ دنياه أضرّ