(نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرًا من الجن، فأسلم الجنّيّون، والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم) .
وقال ابن كثير: يقول تعالى: {قُلِ} يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله، {ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ} من الأصنام والأنداد،
فارغبوا إليهم فإنهم لا يملكون كشف الضر عنكم، أي: بالكلية، {وَلاَ تَحْوِيلاً} بأن يحوّلوه إلى غيركم، والمعنى: أن الذي يقدر على ذلك هو الله وحده لا شريك له، الذي له الخلق والأمر.
وقال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين يدعوهم هؤلاء المشركون أربابًا {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} ، يقول: يبتغي المدّعون أربابًا إلى ربهم القربى والزلفى. لأنهم أهل إيمان به، والمشركون بالله يعبدونهم من دون الله، أيّهم أقرب إليه بصالح أعماله واجتهاده في عبادته أقرب عنده زلفة {وَيَرْجُونَ} بأفعالهم تلك {رَحْمَتَهُ} ، {وَيَخَافُونَ} بخلافهم أمره {عَذَابَهُ} ، {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ} يا محمد {كَانَ مَحْذُوراً} متّقى.