للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن قال: والذي يظهر أن الإسكندر لقب بذي القرنين تشبهًا به لسعة ملكه، والذي يقوي أن ذي القرنين من العرب كثرة ما ذكروه في أشعارهم. وقال الربيع بن ضبيع، والصعب: ذو القرنين عمّر ملكه ألفين وأمسى بعد ذلك رميمًا.

وعن ابن عباس: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} ، قال: في طين أسود. قال ابن كثير: وقوله: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} ، أي: رأوا الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه. والحَمِئَة: مشتقة على إحدى القراءتين من الحمأة. وهو: الطين. أي: طين أملس.

وعن ابن عباس: وجدها تغرب في عين حامية. أي: حارة، ولا منافاة بين معنييها، إذ قد تكون حارة لمجاورتها وضح الشمس عند غروبها، وملاقاتها الشعاع بلا حائل، وحمئة في ماء، وطين، أسود.

وعن قتادة في قوله: {أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} ، قال: هو القتل. وقوله: {ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً} ، يقول: ثم يرجع إلى الله

تعالى بعد قتله فيعذبه عذابًا عظيمًا. وعن مجاهد قوله: {مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً} ، قال: معروفًا.

قال البغوي: أي: تلين له القول وتعامله باليسر.

قوله عز وجل: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (٨٩) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً (٩٠) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (٩١) } .

قوله عز وجل: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً} منازل الأرض ومعالمها، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً} .

قال ابن جرير: وذلك أرضهم لا جبل فيها ولا شجر ولا تحتمل بناء فيسكنوا البيوت، وإنما يغورون في المياه أو يسربون في الأسراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>