عن قتادة قوله:{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} ، عبد أحياه الله للإيمان، {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً} ، قال: لم يسمّ قبله أحد بهذا الاسم. وقال ابن عباس: لم تلد العواقر مثله ولدًا قط. وقال مجاهد: ... {عِتِيّاً} ، يعني: تحول العظم. وعن ابن عباس {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} ، قال: اعتقل لسانه من غير مرض. قال قتادة: وإنما عوقب بذلك لأنه سأل آية بعدما شافهته الملائكة مشافهة، أخذ بلسانه حتى ما كان يفض الكلام إلاَّ أومأ إيماء.
وقال ابن زيد في قوله:{قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} ، وأنت صحيح. قال: فحبس لسانه فكان لا يستطيع أن يكلم أحدًا، وهو في ذلك يسبّح ويقرأ التوراة، {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} ، قال: المحراب مصلاّه، {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} وهو لا يكلمهم.